المنتخب الاسباني هو ''البارصا''، و''البارصا'' هي النسخة المطورة عن المنتخب الهولندي الذي صدّر طريقة لعبه للإسبان فتبنوها وتأقلموا معها، واستثمروها فبلغوا بها أقصى درجات النجاح، بينما الهولنديون تخلوا عن طريقة لعبهم الأصلية واختاروا أن يكونوا أكثر واقعية إقتداء بالألمان، في محاولة للتخلص من عقدة المتر الأخير ولقب ''الخاسر الرائع''، فلطالما لعب الهولنديون أفضل، لكنهم لم يتوجوا بكأس العالم، على مر تاريخهم، رغم وجود نجوم كبار عبروا هذا المنتخب مثليوهان كرويف وماركو فان باستن· وجاءت فرصة الهولنديين، الأحد الماضي، بملعب سوكر سيتي في جوهانسبورغ لتنشيط ثالث مباراة نهائية لهم في كأس العالم، على أمل أن تكون الثالثة ثابتة للبرتقاليين، لكنهم لقوا المصير ذاته كما في نسختي 1974 و1978 أمام المنتخبين المضيفين ألمانياالغربية والأرجنتين، عندما كان العالم شبه واثق من فوز الهولنديين لكنهم خالفوا التوقعات ومنيوا بالخيبة· أما هذه المرة أمام المنتخب الإسباني في جنوب إفريقيا فكان الهولنديون الأقل ترشيحا للفوز لكنهم كانوا قريبين مرات عديدة من حسم نتيجة المباراة أمام إسبانيا لصالحهم· فوز إسبانيا على هولندا، لا تترجمه إلا صورة الحارس ''كاسياس'' وهو يقبل صديقته ''سارا كاربونيرا'' المذيعة التلفزيونية على الهواء، أثناء حوار أجرته معه لحساب قناة ''تيليثينكو''، هذه القبلة هي خلاصة نحو 100 عام من نضال الأسرة الكروية في إسبانيا، التي استوردت الكرة الهولندية وأصلتها، إلى أن جاءت الفرصة لينطلق الحلم من إسبانيا إلى السماء! وتزداد الأراضي المنخفضة انخفاضا ذلك أن المنتخب الهولندي كما قال الصحفي خوليان رويث: ''خان أسلوب لعبه المعهود'' وهنا ممكن السر· لعب الإسبان بشكل جماعي مذهل، ووظفوا مهاراتهم الفردية على كل الخطوط، وتحلوا بالصبر والإصرار، منفذين خطط الفذ فيسنتي ديل بوسكي، الذي تكلم قليلا وفعل كل شيء·· حقا إنه منتخب الأحلام بامتياز، فلتهلل الجماهير الإسبانية للتتويج الباهر، ولتنطلق الألعاب وليرقص الشباب والأطفال والنساء، في مدريد وبرشلونة وكل مدن إسبانيا الرائعة·