وقال بحليطو: غضبت جدتي من الحمار فراحت تدعو عليه بكل الأدعية التي تعرفها لتختمها بقولها: ماذا عساني أزيد عليك بالدعاء وأنت الذي سخطك الله فجعل منك حمارا، أنت الوحيد المنعوت في القرآن بكلمة أبغض الأصوات· هذه الكلمات القاسية التي قالتها جدتي للحمار كان لها وقع عميق في نفسه، إذ طالما اعتبر الحمار جدتي مثالا للحكمة والصبر، أما وقد نالت منه فهذا يعني أن صبرها نفذ وحكمتها ضاعت· حاولت أن أواسي حماري المسكين، سبقني بالحديث قائلا: ''أتعلم يا بحليطو رغم قساوة كلامها إلا أني أعذرها، كلامها يدل على يأس وقنوط شديدين، لقد بلغت جدتك مرحلة ما قبل الانهيار العصبي الحاد، فلم تجد من تنفس فيه غضبها سواي''· بدا كلام الحمار متزنا أجبرني على السماع، فأضاف الحمار قائلا : ''الوضع لا يشكر فلم تعد جدتك تجد من متعة في الحياة، حتى المونديال الذي أرقص العالم لم تتفاعل معه وهذا دليل طلاقها للحياة، نعم جدتك ماتت وهي حية ولا عجب أن تنقم على الجميع بما فيهم أنا الحمار، إعلم يا صديقي أن الفاقد لمتع الحياة كالميت· بدأ كلام الحمار يفعل فعلته في، إذ وجدتني دون شعور أبحث عن الأشياء الصغيرة التي تجلب لي المتعة فلم أجد، حينها أدركت أنني حي ميت أنا كذلك·