تواصلت فعاليات مهرجان الدولي في طبعته الثانية والثلاثين، وفي سهرته ما قبل الأخيرة· الجمهور الباتني اختار عاصمة الدولة العثمانية لحط الرحال بها والإلتقاء بأحد ألمع نجومها، ويتعلق الأمر بيوخان تاب بطل مسلسل ''لحظة وداع'' الذي حظي بمتابعة كبيرة وسط الجزائريات اللائي سجلن حضورهن بقوة للتعرّف عن قرب على الدكتور إياد· السهرة التاسعة اختلطت فيها الحضارات وألغيت جميع التأشيرات على رحلاتها التي كانت بالمجان، وأول ما استمتع به الجمهور كانت مجموعة من الأغاني القبائلية التي نجح في تقديمها عناصر فرقة تافراولة التي تأسست عام 1977 من طرف طلبة الرياضيات بجامعة باب الزوار قبل أن تنطلق في رحلة البروز وولوج عالم الفن من بابه الواسع. وبينما كان أول إصدار فني لها العام ,1992 عناصر الفرقة اختاروا الأغنية الثورية من خلال التأريخ لمختلف المراحل التي مرت بها الجزائر في طريقها نحو التحرر والتغني بأبطالها الذين صنعوا مجدها الثوري، ومن بين ما قدم أبناء لالة خديجة كانت أغنية ''أفاطمة أفاطمة نسومر''، وهي أول ما استهلوا به برنامجهم الفني الذي تأقلم معه الجمهور الباتني، وعلى إيقاعاته رقصوا طويلا. وبين الأغنية العاطفية التي تتغنى بالحب النظيف والريتمية التي تعكس تراث الأغنية الجبلية، إيدر وبلعيد قائدا الفرقة نجحا في استمالة الجمهور طيلة الفترة الأولى من برنامج السهرة، وهما اللذان نزلا عند رغبات الجميع وأدوا كل ما طلب منهما من أغانٍ· بعد الفرقة القبائلية حل الفنان التركي إياد ضيفا مرحبا به ومرغوبا فيه، وقبل شروعه في تقديم برنامجه الذي تمثل في أغانٍ خاصة به وأخرى من التراث الفني التركي، اختار الفنان الحديث مع الجمهور عن تجربته في التمثيل، وكيف كان تفاعلهم مع دور البطولة الذي لعبه في المسلسل. ولأن أبناء باتيا كانوا كن عند حسن ظن ابن تركيا، الأخير حاول رد الجميل عبر إبداعه في تقديم أجمل ما زخرت به الأغنية التركية مع إعادته لبعض وصلات الفنانتين صباح وفيروز على غرار ''من دوس رجلي عا العين موليتي''· هذا، وتميزت ليالي نهاية الأسبوع بمشاركة كوكبة من ألمع نجوم الأغنيتين العربية والغربية، والبداية كانت مع فرقة ''جازينغ فلاميكنو'' التي حلت بالجزائر قادمة من إسبانيا وفي جعبتها برنامج فني مميز أمتعت الجمهور الباتني به كثيرا من خلال عروض متميزة عكست بشكل واضح التجدر القوي للفن الأندلسي الأصيل في التاريخ، وكذلك كان الحال مع فرقة ''أتري آن سوف'' الإفريقية التي تتكون من عناصر ينحدرون من جنسيات مختلفة جمعهم حب الوطن والتمرد على الأوضاع المزرية التي تعصف بحياة الشعوب الإفريقية، واختاروا الفن كسلاح لكسر شوكة التخلف والتهميش الذي يعيش في ظله السواد الأعظم من سكان القارة السمراء· أما المشاركة الجزائرية، فوقعها كوكبة من نجوم الأغنية الشبابية، كان على رأسهم كادير الجابوني الذي نجح في سهرة الخميس الماضي في إشعال مدرجات المسرح الجديد، وهو يقابل الباتنيين للمرة الثانية على التوالي بعد أول مشاركة له في المهرجان السنة الماضية .ومن بين ما قدم كانت ''لابريقاد والسونترال'' الذي ولج بها عالم النجومية، إلى جانب مجموعة من الأغاني التي تضمنتها إصداراته الفنية وحفظها الشباب الجزائري عن ظهر قلب· من جهتهما، خريجا برنامج ستار أكاديمي بشار وزوجته سلمى غزالي، سجلا حضورهما في سهرات المهرجان، وبروح خفيفة وحسن في التعامل، لاقت بنت الجزائر جمهور باتنة، ولأنها وضعت برنامجا مميزا، نجحت غزالي في استقطاب اهتمام الجميع، وهي تؤدي ''دي دي'' للشاب خالد، '' وهران وهران'' لأحمد وهبي، وبقدر ما نجحت في تأدية الأغنيتين بقدر ما نالت تشجيع الباتنيين الذين وعدتهم بالعودة إليهم مستقبلا على أن تقدم لهم كل ما هو جميل، وهو نفس ما قطعه زوجها بشار على نفسه عندما توجه بتحية كبيرة للحضور وشكرهم كثيرا على تفاعلهم مع ما قدمه من أغاني، وقد تنوعت بين الطابعين الشرقي والجزائري·