وقّع السهرة السادسة من مهرجان جميلة العربي ثلّة من الفنانين تباينت عروضهم على خشبة المسرح، وهم يقدمون مجموعة من الطبوع تنوعت بين التراث الشعبي والفلكلوري السوري مع النجم الصاعد على الديك، القبائلي مع محمد علاوة والراب الجزائري مع المشاكس وصاحب القلب الواسع والابتسامة العريضة لطفي دوبل كانون··· لم يخرج العرس السادس من ليالي جميلة عن المعهود، وعلى وقع الإيقاع الخفيف والرقصات المثيرة المتميّزة، انطلقت الفقرة الأولى من السهرة التي نشطتها الفرقة السورية بقيادة ابن ريف اللاذقية علي الديك، الذي أبدع في إمتاع الجمهور الحاضر بوصلات فلكلورية متميزة عكست الثراث الشعبي السوري ومدى عراقته وامتداده في عمق التاريخ، ورغم أن الحضور الغفير الذي ملأ مدرجات جميلة لم يفهم من كلام علي سوى القليل لأنه كان جد سريع في غنائه واللهجة التي اعتمدها كانت معقدة نوعا ما، قائد الفرقة، أرسل بعناصره إلى المدرجات، وهناك شارك الجمهور في الرقص الذي تميّزئبالخفة والرشاقة الكبيرتين، وهو ما أبدى أبناء عين الفوارة تفاعلا كبيرا معه، ومع عناصر الفرقة التي قدمت عروضا عكست في فحواها بعض العادات والتقاليد السورية على غرار مراسيم الزفاف وكفاح رجل قام بالمستحيل من أجل الحفاظ على حبّه، بينما جسدت العروض مجتمعة للحب والسلام· ثاني فقرات الليلة عاد خلالها الفنان علاوة بالجمهور، إلى الجزائر، عبر باقة من الأغاني المحلية أدّاها في قالب قبائلي وزندالي، رقص على وقعها الجمهور وصفق لها كثيرا· أما آخر فصل من الليلة فكان حارا ومميزا جدا لأن مدرجات جميلة اشتعلت وصاحب الأغنية المعارضة والحاملة لرسائل الشباب والمعبرة عن مشاكلهم يعتلي المنصة، و بالرغم من أن عقارب الساعة كانت تشير إلى الساعة الثانية صباحا إلا أن الجميع ممن حضر السهرة حافظ على مكانه في انتظار فقرة لطفي دوبل كانون التي استهلها بأغنية ''فازي روح'' وكم كانت دهشته كبيرة والحضور كلّه يحفظ الأغنية عن ظهر قلب، لدرجة أنه وقف لزمن وهو يستمع لهم بمعية صاحبه زينو الذي كان في المستوى، ثاني أغنية قدمها ابن بونة كانت ''الكافي''، لينزل بعد ذلك عند رغبة الجمهور عندما أدّى أغاني ''ويلي ويلي عاد الجيل'' التي نالت شهرة كبيرة وواسعة على المستويين المحلّي والخارجي، إلى جانب مقطوعات من ''أه يا البحر··بلادي كيف ولات لبنات فيك''، لطفي الذي كان نجم السهرة على جميع الأصعدة واصل تقديم برنامجه وسط جوّ من التفاعل والحماس، وإذا كانت أغنية ببلاد ميكي قد صنعت الفارق ونافست ''كاميكاز'' في بريقها وشهرتها كانت أغنية ''آه يا مولانا'' الرياضية، وهي جديد لطفي الذي قدمه لأوّل مرة أمام الجمهور، وبها اختتم جولته الفنية بمدينة جميلة التي يزورها لثاني مرة·