يعدّ الفنان السوري علي الديك لجمهور مهرجان جميلة اكتشاف السهرة السادسة حيث يعدّ من الفنانين السوريين الذين حافظوا على الفن الشعبي السوري، وكان بذلك ضيفا مميزا وقّع إحدى أنجح سهرات مهرجان كويكول، إلى جانب كلّ من محمد علاوة ولطفي دوبل كانون. وافتتح علي الديك سهرته الفنية بأغنية ''جاي أزور الجزائر'' حملت توقيعا سوريا لتاريخ الجزائر، ليعرج بعد ذلك على أغنية ''ما بطلعلك'' وهي من التراث السوري القديم الذي يصور البيئة البدوية السورية في الساحل الشرقي منشأ علي الديك، وذلك على وقع الدبكة السورية التي لقيت تجاوبا كبيرا، كما قدّم ''يا زارع الجلنار'' التي تحكي علاقة حب في منطقة نائية بلغة الطبيعة فحملت أجمل الأوصاف وأنبل الأحاسيس لبلوغ زهرة ''الجلنار'' التي تعرف رواجا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط. وأعاد الفنان أغنية ''طلّ الصباح أولك علوش'' التي اشتهر بها الفنان وبها هزّ معظم ركوح المهرجانات العربية والغربية، وتجاوب الجمهور كثيرا مع الأغنية التي تعدّ تقريبا الوحيدة التي يعرفها الجزائريون، لتليها في الأخير أغنيتي ''نسوانجي'' و''الناطور''. ثاني فنان اعتلى ركح جميلة كان من فرسان جرجرة، حيث أكّد الفنان محمد علاوة حقيقة التعايش الذي فرضته الأغنية القبائلية على الساحة الفنية، بدليل أن أغلب الجمهور يحفظ عن ظهر قلب أغاني علاوة وردّدها معه خاصة أغنيتي ''آسد أرغوري'' و''آفوس'' اللتين حقّقتا نجاحا كبيرا، ولم يكتف علاوة بالغناء للحبيبة والفرح بل غنى كذلك للأم بأداء ''أيما يما'' و''آلو تريستي''، كما تطرّق إلى الغربة وفراق الحبيب ب''قايذ اي قلا'' وكان للأولياء الصالحين نصيبهم ''الله الله سيدي الوالي''، ليمتع في ''كمي ذلحوبيو آمزوارو''، ولعلّ الأغنية التي أثارت حماس الجمهور أكثر كانت الديو ''أزول فلاون'' الذي جمعه مع لطفي دوبل كانون. دوبل كانون سلّمه الجمهور شارة نجم السهرة غصبا عن المنظّمين بدليل العاصفة التي أثارها في المدرجات بعد اعتلائه الركح، ولم يشبع الجمهور من راب لطفي رغم أنّ الساعة أشرفت على الثانية صباحا فغنى أزيد من 12 أغنية كلّها تعالج الواقع المعيش في الجزائر وقضايا الشباب والمشاكل الاجتماعية، وخطفت الأضواء الأغنية التي أعقبت ملحمة أم درمان عن العلاقات الجزائرية- المصرية، كما غنى كذلك عن الحرقة بأداء أغنية ''لفلوكة'' و''يا لكافي'' و''كلش ماشي'' التي تتناولان التهميش والفساد، كما أمتع بأغنية ''ياويلي عالجيل'' و''بنات بلادي''. فكانت السهرة السادسة الأروع والأنجح بكل المقاييس سيما وأنّها حملت اللمسة الجزائرية وكسرت شوكة التصريحات المنتقدة للفن الجزائري.