تألق الفنان السوري علي الديك في أول طلة له على ركح كويكول الأثري، أول أمس، في إطار الليلة السادسة من ليالي مهرجان جميلة العربي في طبعته السادسة، حيث كان للجمهور السطايفي لقاء مع الصوت الشامي البدوي القوى هذا الصوت الذي هز أركان المسرح الأثري ودوى عاليا في سماء كويكول، فقدم الفنان كوكتيلا غنائيا مميزا أهمه أغنية ''علوش''' التي عرفه الجمهور بها والتي رقص مطولا على إيقاعاتها الشامية المتميزة المصحوبة بالدبكة، فشكل قوة الأداء وعذب الصوت لوحة فسيفسائية وقعها الفنان بامتياز. ومن جبال جرجرة الشامخة صوت متميز أتحف الجمهور الذي غصت به مدرجات مسرح كويكول، حيث أدى صاحب الحنجرة الذهبية والنغمة الرنانة والصوت الصداح الفنان محمد علاوة أروع أعماله الفنية القديمة منها والجديدة التي تجاوب معها الجمهور الوافد كالسيل الجارف على المعلم الحضاري جميلة، حيث غنى أجمل الأغاني القبائلية التي أداها بصوته الشجي والمصبوغ بلون غنائي خاص وبريتم سريع، حيث تفاعل معه الحضور خاصة مع أغنيته ''كم ذلحبيو أمزوارو، كم ذلحبو أنڤارو'' أي ''أنت الحب الأول وانت حبي الأخير''. ولم يكل الجمهور من التصفيق والرقص لصاحب الخامة الصوتية الرفيعة وراح يتابع أداءه بحركات على الخشبة توحي بتناغم وتناسق بين الفنان ومحبيه، حيث عرج علاوة على أغنية ''أسْمي إثليضْ ثْبعضض فلي'' أي ''حين كنت بعيدة عني''، موقعا تزاوجا بين التراث القديم والحديث فعاشت جميلة لحظات مميزة. في حين اختتم ملك الراب الشباب لطفي دوبل كانون السهرة، فما إن اعتلى لطفي المنصة حتى اهتز الجمهور ومع أولى الوصلات الغنائية التي قدمها استطاع لطفي أن يتأقلم مع الجمهور حيث ألهب فنان الراب المعروف لطفي دوبل كانون مشاعر جمهور جميلة السطايفي، وبفضل حركات متناسقة وإيقاعات فنية حيوية، استطاع أن يشد انتباه الجمهور الحاضر. وقد نجح لطفي باندفاعه وانخراطه مع جماهيره في خلق تلاقٍ واضح مع محبيه بفضل مقاطع غنائية تعنى بهموم الشباب وانشغالاته، ما أدى إلى تجاوبه بالرقص والأهازيج.