فضّلت جماعة ''إيتا'' الباسكية التي تعد آخر منظمة إرهابية ماتزال تنشط في أوروبا، أن تحتفل بالذكرى ال 50 لميلادها بتنفيذها لاعتداءين إرهابيين استهدفت من خلالهما الحرس المدني الإسباني لاغوارديا سيفيل··· وفي ظرف 24 ساعة تمكنت ''إيتا'' من قتل رجلين من الحرس الوطني بجزيرة بالما دي مايوركا، ونحو 60 شخصا من عائلات الحرس الوطني أصيبوا بجروح بمدينة بورغس··· وكانت الجماعة الانفصالية ''إيتا'' التي تطالب باستقلال إقليم الباسك عن إسبانيا منذ نصف قرن، تريد القول بأنها ماتزال حية رغم موجة الاعتقالات التي عصفت بجهازها السياسي والعسكري خلال الفترة الأخيرة بفضل تنسيق واسع حققته مصالح الأمن الإسبانية والفرنسية··· غير أن أسلوب هذا التنظيم لا يعرف لغة غير الإرهاب والعنف· والسؤال الذي تطرحه وسائل الإعلام وعدد من رجال السياسة في إسبانيا، هو هل يمكن التفاوض مع ''إيتا'' في الوقت الراهن بالرغم من أن حكومة الحزب الاشتراكي التي يقودها خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو، قد أعلنت وجددت رفضها الدخول في أي حوار مع عناصر إرهابية؟ السؤال مفتوح، لأن مساعٍ سابقة وجهود حوار قامت بها حكومات إسبانية في وقت من الأوقات، وحتى حكومة الحزب الاشتراكي الحاكم قامت بمفاوضات قيل عنها بأنها كانت سرية وكانت نتيجتها الفشل، والسبب هو أن ''إيتا'' لا تريد التسليم بمطلبها الانفصالي ولا تريد وضع السلاح، مطلب من المستحيل أن توافق عليه الحكومة الإسبانية مهما كان لونها· غير أن الحكومة الإسبانية تواجه خطرا إرهابيا يبدو أن لا حل له إلا عن طريق ممارسة سياسة اليد الحديدية والاستمرار في جهود التنسيق الأمني مع فرنسا التي لعبت دورا كبيرا في تقليص نطاق هذا التنظيم والقضاء على أبرز قادته· ورغم ذلك ما تزال الجماعة الباسكية ترفض وضع السلاح منذ 50 سنة من الوجود·· مسلسلة من المفاضات مع قادتها الذين اعتقل منهم عدد كبير، فكيف ستكون نهاية مسلسل إرهاب جماعة تطالب باستقلال إقليم الباسك الذي يتمتع بكل حريات الحكم الإقليمي وفق وصفة حكم المقاطعات التي أعلنها الدستور الإسباني منذ نحو أزيد عن 30 عاما··· فعن أي استقلال تبحث ''إيتا''؟