أجمعت الصحف اللبنانية الصادرة أمس على وصف توقيف القيادي في التيار الوطني الحر العميد المتقاعد في الجيش فايز كرم بالمفاجأة الضخمة والصدمة، خصوصاً وأنه الأول الذي يطال متهما ذا صفة سياسية إلى جانب كونه ضابطا رفيعا متقاعدا تدرج في الجيش وتولى مراكز قيادية كان آخرها رئيس فرع مكافحة الإرهاب والتجسس حتى عام .1990 ونقلت عن مصادر مطلعة أن الجهات الأمنية المعنية أبلغت مساء الثلاثاء العماد عون توقيف كرم وطلبت منه إمهالها خمس أو ست ساعات لإفادته بحصيلة التحقيق الأولي معه· كما أبلغ في الوقت عينه المسؤولين الكبار في الدولة بهذا التطور· وتبين، وفق الأوساط نفسها، أن كرم أوقف لدى محاولته مغادرة البلاد عبر مطار رفيق الحريري الدولي، إثر توقيف مقدم في الجيش قبل أيام بالتهمة عينها· وقالت الأوساط أن كرم كان يحاول الفرار بعدما استدعي للتحقيق، ما شكل الإشارة إلى وجود ارتباط بين الضابطين· وأضافت أنه في الجولة الأولى من التحقيق معه بعد توقيفه إعترف بتعامله مع إسرائيل ويرجح أن يكون هناك متورطون آخرون في الشبكة عينها· كما كشفت معلومات وصفتها بغير المؤكدة مفادها أن الأمور متجهة إلى ضابط آخر متقاعد كان إلى جانب رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، وهو الذي كان يتلقى رسائل من الإسرائيليين بعدم إمكانية دخول القوات السورية للمنطقة الشرقية· وذكرت معلومات أخرى غير مؤكدة أيضا أن وزير الداخلية زياد بارود إتصل بالعماد عون، وقال أن هناك خمسة من المقربين منه هم قيد الاشتباه·