جلس حماري في شرفة البيت وبقي يطل على ''الغاشي'' الذي يحمل القفة المملوءة عن آخرها·· قال·· الناس راهي توجّد لسيدنا رمضان·· قلت له·· بصحتهم·· قال·· القفة مملوءة عن آخرها وكل الناس تشكي من الفقر لا أجد تفسيرا لهذه التناقضات·· قلت له·· من راقب الناس مات هماً يا حماري التعيس·· كفاك انشغالا بهموم الناس·· نهق عاليا وقال·· أنا حمار فارغ شغل لماذا لا أنشغل بالناس؟ لا قفة نشتريها ولا تحضير خاص نقوم به·· الأفضل لنا أن ''نقرعج'' على الغاشي·· قلت له·· ''بديت تمعني''؟ قال·· أنا أقول الصدق فقط والصدق لا يفسد للود قضية وفجأة صاح·· هيا هيا أسرع لترى خالتي الطاوس ماذا تحمل معها·· نظرت من الشرفة فرأيتها تُنزل من سيارة الطاكسي كراطين من الخضر والفواكه وشكارات من اللحوم والدجاج قلت له·· يبدو أن خالتي الطاوس أصبحت من أصحاب الملايير؟ أو ربما استفادت من الريع مثلها مثل الغير·· نهق حماري عاليا وقال·· يا سلام عجوزة وتعرف صلاحها ليس مثل غيرها·· قلت له·· دعنا من ''معانيك'' وانزل جوّز معها رمضان·· نهق من جديد وقال·· لا لا·· الخبز والماء أفضل من هذه العجوزة الشمطاء·· دخلنا إلى الغرفة وتركنا شرفة الهم والغم وقلت له·· تذكر يا حماري أنه على قدر قدميك مد رجليك··