من بين الأشياء التي لم أتصور أن يقوم بها حماري التعيس، أن يتجسس على بعض ؟الغاشي؟ الذين نعرفهم ويعرفوننا· قال·· - آخر ما توقعت، أن يذهب فلان إلى الفطور في موائد الرحمة المعدة للمحتاجين·· تصور، لقد لمحته جالسا ·· يأكل بنهم شديد·· سبحان الله· أجبته، بعد أن استنكرت عملته هذه، وقلت - أن تراقب المسؤولين وتتكلم عن إهمالهم، هذا أمر طبيعي·· أن تنتقد الحكومة الفنيانة التي تصوم الدهر عن العمل·· أمر وارد أيضا·· أمّا أن تراقب الناس، أين يأكلون، وماذا يأكلون ،فهذا هو الغلط بعينه··ئ!! نهق، حماري، غاضبا·· - أنا لم أراقب أحدا، بل هي الصدفة التي جعلتني ألمح ذلك الشخص المقتدر، وهو يزاحم الفقراء في اللقمة التي يتصدق بها أهل الخير·· وما كنت أظن أنه سيفعل ذلك، بل كان بإمكانه أن يساعد، وليس العكس· قلت له، ضاحكا·· بواطن الأمور، يا صاحبي، لا يعرفها كل الناس·· ربما له أعذاره التي جعلته يتسول على موائد الرحمة·· قاطعني ·· لا، لا أظن·· أعرفه جيدا·· فهو شخص مقتدر وبإمكانه·· قاطعته، من جديد·· يا حماري الحشري·· التعيس·· الذي يتدخل في كل شيء يعنيه ولا يعنيه·· ماذا لو يحتال مواطن على ؟طبسي؟ شربة؟؟ هل خرج من ملة محمد··؟؟ الدنيا، كلها، تعيش من الاحتيال، من الكبير إلى الصغير·· والبلاد، كلها، مبيوعة بجرة قلم·· وأنت تحسد هذا المواطن الغلبان على احتيال لم يتعدَ أكلة·· يا سبحان الله!!