أصبحت قضايا التعدي على الأصول من بين القضايا المطروحة أمام العدالة، التي أصبحت، مؤخرا، تعالج العديد من هذه القضايا التي بلغت حدتها إلى ارتكاب جرائم قتل بشعة في حق الوالدين اللذين أوصى الله بهما خيرا، فمن المؤسف جدا أن تصادفنا مثل هذه القضايا التي تقشعر لها الأبدان عند سماع أو رؤية أم أو أب تعبا كي يجعلا من ذلك الابن رجلا، ومن المؤلم للوالدين أن يصبح رجلا كي يضرب ويعتدي عليهما بدل محاولة إرجاع جميلهما الذي لا يمكن إرجاعه والرأفة بهما· فمن بين عديمي الضمير الذين قاموا بهذا الفعل الدنيء، شاب مغترب عاد مؤخرا إلى الجزائر بعد غياب دام أكثر من 12 عاما بالمهجر، امتثل أمام مجلس قضاء العاصمة، أمس، بتهمة التعدي على الأصول، وهذا بعد ضرب والدته وجدته بواسطة سلاح أبيض بسبب خلاف حول المال مع شقيقه· المتهم المتواجد حاليا بالمؤسسة العقابية، وخلال مثوله أمام المحكمة، أنكر التهمة المتابع بها، قائلا بأنه لم يقم بضرب والدته ولا جدته، لكن الغريب في الأمر أن الضحيتين تراجعا عن أقوالهما، مؤكدتان أن المتهم لم يقم بضربهما، حيث قالت والدته إن الوقائع تعود إلى حدوث شجار بين المتهم وشقيقه بسبب مبلغ مالي يقدر بمليار سنتيم أرسله لشقيقه عندما كان بالمهجر من أجل شراء سيارة، وعند عودته إلى أرض الوطن طلب من أخيه الأموال التي كان يرسلها إليه إلا أن النقاش بينهما تحوّل إلى شجار. أما عن الجدة، فقد صرحت بدورها أن حفيدها كان ولدا بارا بوالديه وأنه لم يقم بضربها بل قام فقط بدفعها عندما تدخلت لفك النزاع بينه وبين شقيقه، لتطالبا في الأخير من قاضي الجلسة أن يخلي سبيله كونه لم يعتد عليهما· وفي مقابل ذلك، واجه قاضي الجلسة المتهم بالشهادة الطبية التي كانت بالملف، التي تثبت أن والدته تعرضت فعلا للضرب من طرف ابنها بواسطة سلاح أبيض، وهو ما نفته الوالدة، مؤكدة أنها لم تتعرض لأي ضرب، ليلتمس بذلك النائب العام تشديد العقوبة في حقه·