كشفت معلومات موثوقة لدى المجلس القضائي لتبسة والمحاكم التابعة له أن القضايا الخاصة بالأحداث بلغت خلال السنة القضائية الماضية 1386 قضية منها 899 على مستوى المحاكم الأربع التابعة للمجلس. وقد فصل في 1183 قضية بمعدل 81.04 بالمائة. وبغض النظر عن لغة الأرقام وعدد القضايا التي فصلت فيها العدالة وجهود القضاة المتميزة الذين تمكنوا في الفصل في أغلب القضايا المجدولة رغم كثافتها، فإن الواقع اليومي ومن خلال هذه الأرقام وما تسجله المؤسسات الأمنية يؤكد أن المجتمع التبسي في خطر حقيقي من خلال جنوح وانحراف الأطفال القصر الذين لم يبلغوا سن 18 سنة، فمن خلال عدد القضايا نجد بأن المجلس والمحاكم سجلت 115 قضية خلال شهر واحد لتكون بالتقريب قضايا الأحداث بمعدل 04 قضايا يوميا. ولنتصور الآن كل يوم 04 قضايا، وكل قضية طرفها أكثر من متهم، تعالج على مستوى جهاز العدالة، فإن الأمر يدع فعلا إلى القلق والتفكير في وسائل فعالة تنقذ الناشئة من لغة الجرائم والخناجر والزج بهم بالمؤسسات العقابية لتورطهم في العديد من القضايا رغم صغر سنهم. جدير بالذكر أن أغلب القضايا الحاصلة يوميا بولاية تبسة إن لم يكن فيها القصر جناة أو شركاء فهم ضحايا، والمؤسف أن الكثير من القضايا التي ساهم فيها القصر تبين بعد التحريات وتحقيق الأجهزة الأمنية أن وراءهم رجال تتجاوز أعماره الثلاثينات والأربعينات حيث دفعوا بهم إلى ارتكاب الجرائم، خاصة ما يتعلق بالسرقة وترويج المخدرات والاعتداءات المختلفة، حيث تحول الأطفال إلى درع للمنحرفين الذين يخططون والقصر ينفذون ليدفع الصغار الفاتورة ولا يتفطن الأولياء للكارثة إلا بعد استدعاء من الشرطة أو الدرك حول تورط ابنه في قضية معينة، ليشمر بعد ذلك على ساعديه سعيا لإطلاق سراح ابنه القاصر وتكليف محامين، وما إلى ذلك من الإجراءات لو سعى قبلها واهتم بتربية ابنه ساعة في اليوم ما كان ليحصل له ما حصل لحظة التحقيق والسير ذهابا وإيابا بين المحكمة ومصالح الأمن وبيته. وليس من الغرابة في شيء أن تجد بعض الأولياء إن لم يشجعوا أبناءهم على الانحراف وارتكاب الجرائم مباشرة فإنهم يشجعونهم بالسكوت على ما يفعلون، فكم من ولي استقبل مسروقات أتى بها ابنه القاصر وكم من أب تلقى من ابنه القاصر الملايين دون أن يسأله عن مصدرها وهو يعلم أن ابنه بطال، بل أن هناك من الآباء من يعنف في وجه ابنه إن لم يحضر له مصروف اليوم وغيرها من العينات المؤسفة التي كانت سببا مباشرا في انحراف القصر الذين يتغيبون عن المنزل ليال طوال ولا أحد من الوالدين يسأل عن ابنه أين أقام الليلة.