أعادت فرنسا، الخميس، العشرات من الغجر على متن طائرات إلى رومانيا في أول عملية ترحيل جماعي منذ أن كشف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي النقاب عن حملة ضد الجريمة، أدانتها جماعات لحقوق الإنسان· وغادر نحو 60 من الغجر على متن طائرة مستأجرة من مدينة ليون شرقي فرنسا، وصعد نحو 12 آخرين على متن طائرة من باريس في إطار الموجة الأولى من عمليات الترحيل التي تأتي ضمن حملة لإعادة 700 شخص يعيشون في مخيمات في أنحاء فرنسا إلى رومانيا وبلغاريا بحلول نهاية الشهر· وفي أعقاب أعمال الشغب التي شهدتها مدينتان فرنسيتان الشهر الماضي أمر ساركوزي بتفكيك 300 مخيم للغجر في إطار حملة ضد الجريمة تستهدف المهاجرين الذين تنحى الحكومة عليهم باللوم في تصاعد الجريمة بضواحي فرنسا الفقيرة· ويحصل الغجري الذي يوافق على الرحيل على 300 يورو، إضافة إلى 100 يورو لكل طفل من أطفاله· وتقول الحكومة الفرنسية أن جميع المغادرين رحلوا طواعية، رغم أن بعض الغجر يقولون أنهم أجبروا على الرحيل وتعهد كثيرون منهم بالعودة مرة أخرى إلى فرنسا· وقال أوفيديو وهو رجل نحيل يبلغ من العمر 23 عاما من مدينة أوراديا بغرب رومانيا الواقعة على الحدود مع المجر للصحفيين بعد وصوله إلى مطار بوخاريست ''أريد العودة، الحياة أسهل بكثير هناك، ليست لدينا هنا أي فرص، لا وظائف، لا شيء''· وطائفة الروما الغجرية هي أكبر أقلية عرقية في أوروبا وينتشر أفرادها على نطاق واسع في القارة، لكنهم يتركزون بصفة أساسية في الأجزاء الوسطى والشرقية من القارة· وقامت فرنسا بترحيل نحو عشرة آلاف من الغجر العام الماضي واتخذت دول أوروبية أخرى منها ألمانيا وإيطاليا والدانمارك والسويد خطوات مماثلة· واتهم منتقدون ساركوزي بشن حملة لصرف انتباه الناخبين عن فضيحة الهبات غير الشرعية وارتفاع معدلات البطالة التي تلاحق حكومته وأدت إلى تراجع شعبيته إلى أدنى مستوى لها.