في عامي الخامس على هذه الأرض تعرّضت للحادث الذي رسم مسار حياتي وجعلها كما هي، دائما تأتي على حافة الهاوية / هاوية النهاية، ثم تبعث من جديد، لكن برضوض كثيرة في العظام، وخدوش أكثر في الجسم، في عامي الخامس حدث ذلك السقوط الكبير من سطح دار جدي لأمي·· أنا مازلت أذكر لذة السقوط الذي يشبه أن تكون في سيارة مسرعة تقابلها في الطريق هبطة غير متوقعة··· حدث ذلك في الصيف، وكانت أختي زينب التي تصغرني بعامين هي التي دفعتني ونحن نتعارك على أربعة دورو، وعلى من يفوز اليوم بالنوم قرب جدتي التي كنا ومانزال نسميها إلى اليوم (لمايَّا)·· الناس يقولون أني متّ وبعثت للحياة من جديد، لذلك سماني أقراني (سبع ارواح) ومازالوا اليوم كلما أعود إلى البلدة ينادوني بها·· أخذتني سيارة عاجلة إلى بشار على مسافة 340 كلم·· قالوا لي إني مكثت في (الكوما) أكثر من أسبوعين·· مازلت أذكر تلك الممرضة السوداء السمينة وهي ترغمني على الأكل، وأنا أبكي خوفا منها·· ويأتي خالي ابراهيم الله يرحمه لينقذني منها، كنت أسمعه يصرخ في وجهها بصوته الأجش من كثرة تدخينه للأفراز والكيف ثم يعطيني الشوكولاطة والكعك والقوفريط··· عند ذهابه، كانت تلك الممرضة المخيفة وتسرق مني خطايا خالي· بقي لقب (سبع ارواح) منذ عامي الخامس لاصقا بي، لست أدري هل كان لعنة أم رحمة؟؟ على أن الحوادث التي تعرضت لها بعدها كثيرة، حوادث سقوط وحوادث سير، وكان دائما هذا اللقب ينقذني في اللحظة الحاسمة·