أخيرًا تمكن أعضاء الجمعية العامة من الضغط على رئيس النادي نور الدين أونيس وجعلوه يستقيل، وذلك بعد أكثر من ساعتين من انعقادها أين أجبر على الانسحاب من على رأس النادي بطريقة غير مباشرة من طرف الرئيس السابق للنادي محمد بولحبيب الذي وضعه في وضعية جد حرجة جعلت أونيس يستقيل في جمعية عامة فريدة من نوعها كانت عن جدارة تستحق لقب «أم المهازل». أسوأ جمعية عامة في تاريخ النادي والمهازل تتوالى كان رأي كل من حضر الجمعية العامة وبالإجماع بأن هذه الأخيرة كانت الأسوأ في تاريخ النادي من خلال التنظيم الكارثي الذي تميّزت به والتدخل العشوائي للأعضاء على مدار الجلسة التي دامت أكثر من ساعتين، حيث طفت الخلافات الموجودة بين الأعضاء وبقية المسيّرين على السطح بين مساند للرئيس المستقيل نور الدين أونيس ومجلس الإدارة الذي يريد إخراج الفريق من الأزمة التي يوجد فيها، رغم العراقيل التي وجدها من طرف أونيس الذي كان في كل مرة يغيّر رأيه بشأن منصبه على مستوى هذه الشركة التي ستدخل النادي إلى عالم الاحترافية. البداية كانت بحضور 85 عضوًا من أصل 302 وكانت بداية المهزلة بحضور 85 عضوا رسميا ومسجلا في قائمة الجمعية العامة وذلك قبل عقد الجمعية العامة بدقائق، حيث كان من المنتظر أن يسجل 200 عضو على الأقل حضورهم لما مرّ ويمر به الفريق من مرحلة انتقالية حساسة جدا سيكون لها تأثير كبير على مسيرة النادي فيما يأتي من مراحل قادمة، وعلى مدار العشر سنوات التي ستكون كما صرح محمد بولحبيب لصالح شباب قسنطينة الذي سيعود إلى الواجهة من جديد ليلعب في بطولة القسم الوطني الأول وعلى المراكز الأولى بعد أن يصبح فريقا كبيرا، إلا أن أعضاء الجمعية العامة لا يبالون بمصير النادي وهو ما تجسد في حضورهم المحتشم إلى دار الشباب بحي فيلالي. لا تهمّهم مصلحة الفريق ولا يجيدون إلا الكلام صرّح لنا أحد الرؤساء السابقين لشباب قسنطينة أن أعضاء الجمعية العامة أثبتوا اليوم أن مصلحة النادي لا تهمهم لا من قريب ولا من بعيد، وهو ما جسده حضورهم الضعيف إليها، كما أن من جاءوا للجمعية العامة افتعلوا فوضى كبيرة داخل وخارج القاعة من خلال تدخلاتهم اللارياضية والألفاظ السوقية والبذيئة التي كان يطلقها البعض الآخر، وهو ما لا يليق تماما بنادٍ كبير مثل شباب قسنطينة، لكن كل ما حصل أثناء وبعد الاجتماع كان دليلا واضحا على أن مشكلة النادي أكبر بكثير من أن تكون كروية فقط لأن المرض طال كل محيط الفريق الذي صار متعفّنا أكثر من أي وقت مضى. لولا الشرطة لخرجت الأمور عن نطاقها الرياضي من جهة أخرى كانت الشرطة حاضرة بقوة داخل وخارج القاعة وذلك من أجل الحفاظ على السير الصحيح للجمعية العامة التي أراد بعض «الخلاطين» أن يفسدوها، وهي أمور اعتاد محبو ومشجعو شباب قسنطينة أن يروها حتى وإن كان الأمر يتعلّق بمستقبل النادي، لأن الصراعات الشخصية هي اللغة المعتمدة بين الأعضاء في النادي القسنطيني العريق، وقد كانت الشرطة في المستوى من خلال تدخلات عناصرها التي استطاعت فرض الهدوء في القاعة طيلة مدة انعقاد الجمعية العامة كما أنها تصدّت بطريقة سلمية لبعض الفوضويين الذين يدّعون حب النادي فقط أثناء الاجتماعات. أونيس وضع مجلس الإدارة ضمن جدول أعمال الجمعية ولا زال لا يعرف القوانين قبل أن تبدأ الجلسة قام الرئيس السابق للنادي نور الدين أونيس بتحديد جدول أعماله الذي يتضمن ثلاثة أشياء، وهي تمرير التقرير المالي والأدبي الذي تم توزيعه على جميع الأعضاء بالإضافة إلى اقتراح حل مجلس الإدارة الذي صار يمثل كابوسا مزعجا بالنسبة له في الأيام القليلة الماضية، بالإضافة إلى استقالته التي أدرجها ضمن جدول أعماله، رغم أن الاستقالة لا تستحق كل هذا القدر من الاهتمام، وهو ما جعل الجميع يتأكد أن رئيس شباب قسنطينة لا يعرف حتى القوانين التي تسيّر نادي كرة القدم الهاوي، رغم أننا تحدثنا في الأعداد السابقة عن أن قانون الجمعيات هو الذي يخضع له النادي، أما شركة الفريق ذات الأسهم فتخضع إلى القانون التجاري الخاص وحلّها يمر عبر مرحلة قانونية تسمى تصفية الشركة. تهجّم على أعضائها واتهمهم بعرقلة الفريق في حضورهم من جهة أخرى قام رئيس النادي السابق أونيس بالتهجم على أعضاء الجمعية العامة أثناء قراءته للتقرير الأدبي، حيث خرج عن النص وراح يتهم كل الأعضاء بأنهم كانوا وراء الانطلاق نحو الاستقدامات التي يعتبرها أونيس كل شيء في نادٍ محترف، متناسيا تسيير الشركة التي طلب أن يكون رئيس مجلس إدارتها والمسؤول عن الاستقدامات فيها ومديرها العام، بعد أن عيّن بن الشيخ وفرصادو وبولحبيب ثم قام بإبعادهم من تلقاء نفسه، ونسي كذلك أن الشركة ذات الأسهم تعتبر نادي كرة القدم واحدا من مشاريعها الخاصة، وقد وضعت من قبل «سوسو» على رأس النادي، إلا أن أونيس حاول تغطية الشمس بالغربال واتهم أعضاءها بأنهم يريدون مصالحهم الشخصية لا غير. أونيس تهجّم على مجلس الإدارة في ساعتين و»سوسو» أبعده في دقيقتين من جهة أخرى لاحظ الجميع أن أونيس قاد حملة شرسة وغير مفهومة ضد أعضاء مجلس الإدارة لا لشيء إلا لأنهم رفضوا أن يعطوه أموالهم لأن الفريق لم يصبح محترفا بعد، خاصة بعد الملف «الركيك» الذي قدمه إلى الفدرالية الجزائرية لكرة القدم، ودامت الحملة قرابة الساعتين حيث تهجم بطريقة غير مقبولة على شركائه وحاول في الكثير من المرات اتهامهم بطريقة غير مباشرة وأراد تشويه صورتهم أمام الرأي العام وخاصة الصحافة التي كانت حاضرة بقوة، إلا أن الرئيس السابق للنادي محمد بولحبيب قام بأخذ الكلمة في الوقت المناسب وتحدث عن بعض الأشياء التي منها أنه يحمل معه رئيسًا جديدًا للنادي يستطيع أن يكوّن فريقا محترما ويجلب مدربا كبيرا، وهو ما جعل أونيس يقدّم استقالته فورًا كونه صرّح أمام الجميع بأنه لن يقدّم سنتيمًا واحدًا للنادي. قال أنه استرجع المقر لكن «سوسو» هو من استرجعه قال نور الدين أونيس أثناء انعقاد الجمعية العامة أنه لولاه لما استطاع النادي أن يسترجع مقره المتواجد في نهج عويطي مصطفى «بطريق سطيف»، وهو المقر الذي كان تحت سيطرة الرئيس السابق مراد مازار الذي منع الجميع من الدخول إليه، إلا أن الحقيقة هي أن رئيس النادي السابق محمد بولحبيب هو من استرجع هذا المقر بمعارفه الخاصة قبل أن يضيع نهائيًا من شباب قسنطينة، وتساءل جميع من كان في القاعة عن السبب الذي جعل أونيس يفضّل البقاء في غرفة بدار شباب فيلالي طيلة موسم كامل ما دام أنه يستطيع استرجاع المقر. بولحبيب يؤكّد وجود «رهباني» سينقذ الفريق ويعيده إلى مكانه الأصلي من جهته أكّد «سوسو» أنه استطاع أخيرًا أن يأتي برئيس جديد للنادي حيث أكد أن هذا الشخص مستعد لأن يجلب 25 لاعبا بالإضافة إلى مدرب جزائري كبير، مؤكدا في نفس الوقت أن هذا الشخص سيكون حاضرًا في قسنطينة اليوم على أقصى تقدير تزامنا مع غلق باب الترشيحات الذي ينتهي اليوم على الساعة الخامسة مساءً، بالإضافة إلى أن هذا الرئيس سيعمل إلى جانب محمد بولحبيب الذي أكد أنه سيضع الفريق على سكة الألقاب التي غابت عنه منذ 1996 وهو تاريخ الحصول على آخر كأس، من جهة أخرى أبدى كل من كان حاضرًا في القاعة ارتياحه لكلام «سوسو» خاصة أنه الوحيد اليوم القادر على النهوض بالفريق نحو الأفضل. ممثل الديجياس «كارثة» كبيرة وبقي يتفرّج على التجاوزات لم يستطع ممثل الديجياس الذي ترأّس الجلسة أن يتحكم فيها حيث فرضت عليه أمور ما كانت لتحدث لو أن شخصا آخر كان حاضرا مكانه، حيث ترك رئيس نادي شباب قسنطينة أونيس يعد الأصوات بنفسه في عملية التصويت على التقرير المالي والأدبي. كان يسأل الجميع ويأخذ بقرار شخص أو اثنين كماسأل ممثل الديجياس الأعضاء جميعا والذي كان عددهم 85 عضوًا عمّا إذا كانوا يقبلون استقالة أونيس، إلا أنه قام بالموافقة عليها بعد ضغط بعض الحاضرين بالإضافة إلى الطريقة الفوضوية التي تم من خلالها اختيار لجنة الترشيحات، ما يجعل مدير الشبيبة والرياضة مطالبا بمراجعة ممثليه في الجمعيات العامة. يوسف بوحلاسة: ‘'أنا مع الاستمرارية، تمنّيت بقاء أونيس لكن إن كان هناك ساحر فعلافنحن كلنا معه'' أوضح الرئيس السابق للنادي يوسف بوحلاسة أنه لم يكن مع قرار إقالة أونيس لأنه مع سياسة الاستمرارية، فبقاء أونيس كان سيساعد النادي على تصحيح أخطاء الموسم الماضي، إلا أنه أكد أنه في حالة وجود رجل منقذ فعلا كما قال محمد بولحبيب فإنه يوافق على ذلك لأنه في الأخير مصلحة شباب قسنطينة تكون في المقام الأول، كما أكد أنه مستعد في أي لحظة لمساعدة النادي كما قام بذلك قبل سنوات حين ترأس الفريق وضيّع الصعود في آخر الجولات. فوضى كبيرة داخل وخارج القاعة سببها جماعة أونيس قامت جماعة أونيس بافتعال فوضى كبيرة داخل وخارج القاعة من خلال اعتراضهم المستمر على الأعضاء الآخرين، كما أنهم قاموا بالخروج من القاعة قبل انتهاء الجمعية العامة، من دون أن ننسى الكلام البذيء الذي كان الجميع يسمعه من أفواه هؤلاء، وهو ما يؤكد أن الجمعية العامة تحتاج إلى الغربلة. التقرير الأدبي كارثة لغوية كان التقرير الأدبي الذي قدّمه أونيس كارثة لغوية بكل المقاييس، حيث احتوى على الكثير من الأخطاء الإملائية، كما أن أغلب الجمل التي كونت التقرير كانت غير واضحة المعنى وحتى أونيس لم يستطع قراءة تقريره بطريقة جيدة. أونيس جاء ‘'بالبارميدا'' للجمعية، قدّم تقريرًا خاطئا ومرّره بطريقة غير صحيحة لاحظ كل من كان في الجمعية العامة أن رئيس النادي السابق نور الدين أونيس لم يكن يرتدي اللباس الرسمي أو حتى لباسا لائقا بحدث هام كالجمعية العامة، حيث جاء إلى دار الشباب فيلالي مكان انعقاد الاجتماع مرتديا «بارميدا» وكأن الأمر يتعلّق برحلة وليس جمعية عامة يدرس من خلالها مستقبل النادي، وكان ذلك المشهد حديث العام والخاص خاصة أن صورة النادي لم تظهر بالشكل المطلوب أمام رجال الإعلام، وهو الشيء الذي من شأنه التأثير على الصورة العامة للفريق، خاصة أنه «ماشي ناقص» لأن المهازل كثرت هذه الأيام في بيت العميد. جاء من أجل تمرير تقريره الأدبي والمالي فقط مخطئ من كان يعتقد أن نور الدين أونيس جاء من أجل البقاء على رأس النادي كما صرّح لأنه فرّ من القاعة بعد أن صادق الأعضاء على تقريره المالي والأدبي، وأقر محمد بولحبيب أن للنادي رئيسا آخر قادرًا على إعادته إلى مكانته الأصلية والتي أفقده إياها أونيس الذي صار ينهزم أمام أندية من الجهوي، وقد تفطّن الجميع إلى ذلك من خلال تغيّر لهجة الكلام الخاصة بالرئيس من شخص مسؤول عن النادي وباستطاعته أن يوفّر كل ما يحتاجه النادي إلى رئيس غير مستعد لأن يصرف ولا سنتيما واحدا عليه بعد أن تمت المصادقة على تقريريه. 10 فقط صادقوا على تقريريه قبل أن يقاطع «سوسو» العملية كما أنه من بين الأمور التي شكّلت عملية الاستفهام هي عملية التصويت على التقرير المالي والأدبي للرئيس أونيس والتي رفع خلالها عشرة أشخاص فقط أيديهم وبقي الجميع معارضًا، وهو أمر جد عادٍ نظرًا للمبالغ المبالغ فيها التي أمضى بها اللاعبون بالإضافة إلى أمور أخرى إلا أن محمد بولحبيب تدخّل وقاطع العملية، حيث أكد أن أونيس سواء أخطأ أو أصاب فإنه رئيس للنادي وعلى الجميع أن يحترمه ويقدّره كونه خسر من جيبه، وهو ما جعل الجميع يقرّر تزكية التقرير المالي والأدبي فيما بعد، حيث ارتفع العدد إلى 38 صوتا الشيء الذي عجل بالمرور إلى المرحلة الثانية التي كان «سوسو» يعلم جيّدًا ماذا سيحدث فيها بعد أن كان يخبّئ مفاجأة من العيار الثقيل. كان يريد أن يبتعد أونيس، ورفض التقريرين يعني بقاءه وعرقلة النادي من دون شك فإن تدخل «سوسو» لم يأت بمحض الصدفة لأنه كان يعلم جيدا ما كان سيحدث لو يرفض التقرير الأدبي والمالي، حيث يبقى أونيس مجدّدا على رأس النادي أو يرحل ويبقى الجميع ينتظر انعقاد جمعية أخرى يقدّم فيها هذين التقريرين مرة أخرى، وهو ما سيعرقل النادي الذي يريد الانطلاق في تحضيراته تحسبا للموسم القادم، إلا أن بولحبيب قام بتمرير التقريرين بطريقة غير مباشرة، وظن أونيس وقتها أنه سيبقى فعلا على رأس النادي إلا أن «سوسو» فجّر مفاجأة من العيار الثقيل لمّا قال أنه يملك الشخص المناسب الذي سيتمكن من إخراج الفريق من النفق المظلم، وهو ما لم يعجب أونيس الذي قام بوضع استقالته والرحيل إلى الأبد عن النادي طالبا من ممثل «الديجياس» شطب اسمه من قائمة الأعضاء. هناك أعضاء صادقوا على تقريريه ورفعوا أيديهم من أجل إبعاده من بين الغرائب التي لا تحدث إلا في شباب قسنطينة أن الكثير من الأعضاء الذين كانوا حاضرين في الجمعية العامة وصادقوا على تقرير أونيس المالي والأدبي قاموا بعد أن قدّم أونيس استقالته وخرج بالمصادقة أيضا على استقالته، وبقي بعض الأعضاء يرفعون أيديهم ويضعونها متردّدين وكأن الأمر يتعلّق بالتصويت على شيء خطير في منظر جد مؤسف، ولا يليق بفريق عريق مثل شباب قسنطينة. أونيس هو من عدّ الأصوات وممثل «الديجياس» بقي يتفرّج لم تتوقّف العجائب والغرائب في الجمعية العامة، حيث قام أونيس بنفسه بعدّ الأصوات التي صادقت على تقريره المالي والأدبي أمام أنظار ممثل الديجياس الذي بقي يتفرّج أمام ما يحدث ولم يستطع السيطرة على أونيس الذي كان يسرع في تلك العملية لأنه لم يصدّق أن تقريره الأسود سيتم قبوله، ثم عاد مرة أخرى ليعد بنفسه لضبط عدد الأصوات التي رفضت تقريره وطالب من المحضر القضائي تسجيل كل ما حدث وبسرعة أيضا قبل أن يتنفس الصعداء، كونه تأكد أنه قد فلت من قبضة الجمعية العامة. كموش زين العابدين: «أونيس كذّاب لأن الكثير من اللاعبين لم يأخذوا مستحقاتهم وما كانش راجل معايا» اتصل بنا اللاعب السابق للفريق كموس زين العابدين الذي أراد من خلال هذا الاتصال أن يفتح النار على أونيس الذي قال إنه سدّد مستحقات اللاعبين، حيث قال: «كلّما أقرأ في الصحف أن أونيس يصرح بأنه قام بإعطائنا مستحقاتنا تنتابني رغبة في التوقف عن ممارسة كرة القدم، لأنه إنسان كذّاب ومخادع، وأنا أتحمّل مسؤولية كلامي لأنه وعدني أن يقوم بإعطائي أموالي العالقة لكنه خالف وعده وصار لا يجيب على مكالماتي».