عرفت قاعة الأطلس أول أمس إقبالا خرافيا بمناسبة الحفل الذي نشطه المطرب القبائلي لونيس أيت منقلات الملقب ب ''الحكيم'' ونظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام في إطار ليالي شهر رمضان الكريم التي شملت مختلف الطبوع الغنائية من العاصمي، الشاوي، القبائلي، المالوف والحوزي·· بكل من قاعتي الموقار والأطلس· إمتلأت، قاعة الأطلس عن آخرها كالمعتاد في جميع الحفلات التي ينشطها الفنان، قبل وقت طويل من بداية الحفل المقرر على العاشرة ليلا، بسبب حرص العائلات على أخذ مكان لها في القاعة، مما اضطر عمال الديوان الوطني للثقافة والإعلام بقاعة الأطلس للإستنجاد بكراسي نادي الإعلام الثقافي المتواجد بالطابق السفلي لاستقبال العدد الكبير من الأشخاص الذين كانوا واقفين، ورغم ذلك فقد بقي الكثير منهم في الخارج بسبب عدم اتساع القاعة، ولم يخيب ظن الحاضرين في هذه السهرة حيث أبهر شاعر الأغنية القبائلية الحضور كالعادة بمجموعة كبيرة من أغانيه وموسيقاه الملتزمة، وأمتع الجمهور لمدة أكثر من ثلاث ساعات بأجمل ما في ريبرتواره الفني · كان افتتاح السهرة بموسيقي أغنيته حول شبيبة القبائل والتي تفاعل معها الجمهور كثيرا حيث لا يزال يعيش نشوة النتائج الإيجابية التي حققتها مؤخرا في منافسة دوري أبطال إفريقيا، ليدخل الحكيم القاعة تحت تحيات وتصفيقات حارة ليستهل حفله رفقة إبنيه جعفر وطارق على آلات النفخ وكذا رفيقه الأبدي كما يقول لونيس آيت منقلات ''القيتارة''، وقدم مجموعة من الأغاني التي تعود إلى سنوات السبعينات والثمانينات، ولا يزال يحفظها ويحبها الجمهور مثل ''أيتيج حاذر أتغليض'' (أيتها الشمس لا تغيبي) و''أورجيغ'' (إنتظرت طويلا) و''تافراتس'' (الرسالة) و''ارجوني'' (لا تتركيني)، وكذا أغنية ''الشفاوة'' (الذكريات)·وفي الجزء الثاني من الحفل، قدم فيلسوف الأغنية الأمازيغية مجموعة أخرى من الأغاني من ألبومه الجديد الذي يحمل عنوان ''الورقة البيضاء''، وكذا رائعته ''أكا آمي'' ''هكذا يا بني'' الأغنية المستلهمة كتاب مكيافيللي الشهير والمعنون ب ''الأمير'' والذي يدعو فيه صاحبه إلى اعتماد مقولة ''الغاية تبرر الوسيلة'' لكل أولائك الذين يريدون الوصول إلى هرم السلطة، وفي الأغنية يقدم الدا لونيس درسا في السياسة على شكل حوار شيق بين أب أمي تمرس في مدرسة الحياة وابن بار مثقل بالشهادات العلمية لكن ساذج ودون تجربة·