تحوّلت ولاية البليدة في السنوات الأخيرة إلى مفترق طرق حقيقي ونقطة التقاء رئيسية لبارونات تهريب المخدرات من الحدود الغربية من الوطن إلى وسطها وشرقها، وفي كثير من الأحيان نحو دول المشرق العربي بواسطة مناطق الجنوب الشرقي من الوطن· وتشير تحريات مصالح الدرك والأمن الوطنيين إلى أن أباطرة المخدرات يستعينون بشباب بطال أو من ذوي السوابق العدلية لترويج المخدرات، بحيث يلجأ هؤلاء في بداية الأمر للتوقف بولاية البليدة التي تعتبر بوابة نحو العاصمة. وكون أن الولاية استعادت عافيتها بعد عدة سنوات من العنف الإرهابي، عانت خلالها البليدة ويلات العنف، وتنتهز عصابات المخدرات فرصة تراجع نشاط قوات الأمن المشتركة بالمنطقة بسبب الاستقرار الأمني للولوج والانتشار في البليدة، وكانت أكبر عملية تمت قبل يومين هي حجز مصالح الدرك الوطني بولاية البليدة في إطار عملية المداهمة التي شنتها بداية من يوم 30 أوت المنصرم، ما يزيد عن كيلوغرام من الكيف المعالج بحوزة شاب في الخامسة والعشرين من العمر، وذلك بالموازاة مع توقيف سبعة أشخاص بتهم مختلفة من بينهم واحد محل بحث لدى السلطات القضائية· وجاء توقيف مروج المخدرات في حالة تلبس أمام مسكنه الكائن بالشريعة، وهو يستعد لتوزيعها لأحد بائعي التجزئة، قبل أن يقع في الكمين الذي أعدته مصالح الدرك الوطني بناء على المعلومات الدقيقة التي وردت إليها التي تفيد بالتخطيط لإبرام صفقة هامة· هي جزء من القليل الذي يتم حجزه يوميا عبر أحياء مختلف بالعامة، إذ تقدر مصالح الدرك والأمن الكميات التي يتم ترويجها يوميا بأحياء مختلفة بالعاصمة مثلا بعشرين كيلوغراما من الكيف المعالج·