تحصلت مصالح الاستخبارات النيجيرية على معلومات مفادها أن أحد الجزائريين المدعو خالد برناوي، وهو قيادي في التنظيم المسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، هو الممول الرئيسي والعقل المدبر لما يسمى بجماعة طالبان نيجيريا التي استأصلت جذورها السلطات الأمنية النيجيرية قبل أسبوع· وحسب المعلومات ذاتها، فإن أبرز قيادي هذا التنظيم الإرهابي تلقوا تكوينا بمعاقل الجماعة السلفية بالصحراء الكبرى وربطوا اتصالات مع جماعة أبو زيد· هذه المعلومات تؤكد امتدادات الجماعة السلفية للدعوة والقتال والاتصالات التي تربطها مع عدد من التنظيمات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل الإفريقي، وصولا إلى دول كبيرة وعملاقة كنيجيريا التي استيقظت على وقع اكتشاف هذه الجماعة المسماة بطالبان نيجيريا التي اختار شعارا لها ''التربية الغربية حرام''، ''بوكو حرام'' بلغة الهاوسا· في الإطار نفسه، أفادت تقارير الاستخبارات النيجيرية أن مجموعة من قيادة ''بوكو حرام'' التقت بقياديين من تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال بنيجيريا عام 2007 بصحراء الجزائر، وقد تناقشوا حول تنسيق العمل فيما بينهم وكيفية تمويل الجماعة الإرهابية بنيجيريا بأسلحة ثقيلة، وهو ما أكده الهجوم الذي شنه الجيش النيجيري على هذه الطائفة، حيث عثر على أسلحة ثقيلة مهربة من بعض دول الساحل الإفريقي كتلك التي يتم حجزها من قبل قوات الجيش الجزائري بمنطقة الصحراء، ويتم تمويل هذا التنظيم من طرف عدد من المهربين المعروفين بمنطقة الساحل الإفريقي بمن فيهم جزائريون· وليست المرة الأولى التي يتم فيها كشف التنسيق بين الجماعة السلفية للدعوة والقتال وكذا عدد من التنظيمات الإرهابية العالمية عموما والإفريقية خصوصا، حيث امتدت هذه الاتصالات إلى دول تعرف قلاقل أمنية كالصومال و التشاد وشمالي مالي والنيجر وموريتانيا· تجاوز مخاطر ما حدث في نيجيريا حدود البلد إلى محيطها القريب قد يتسبب في انتقال القلاقل الأمنية وتغذيتها لدول الجوار، وهو ما يعني توسيع رقعة الخطر الأمني مع الجزائر لتكتمل بذلك أضلاع مثلث خطير يشمل، بالإضافة إلى نيجيريا كلا من مالي التي بدأت قواتها المسلحة تخوض مواجهات حقيقية مع عناصر ذات قرابة إيديولوجية مع ''طالبان نيجيريا''· وقد تحوّل مالي إلى مصدر تهديد حقيقي لأمن المنطقة، حيث تشتكي الجزائر من التسيب الأمني على الحدود المالية ما جعلها معبرا للأسلحة والمخدرات والهجرة السرية نحو أوروبا، وذلك باعتبار الامتداد الصحراوي الكبير على تلك الحدود وصعوبة ضبطها بالكامل، كما يشمل مربع الخطر دولة النيجر التي تعرف بدورها هشاشة في استقرارها بسبب مشكلة الطوارق· توسع رقعة الخطر الأمني يمهد لبعث مشروع ''أفريكوم'' لم تتوان الولاياتالمتحدةالأمريكية في التحذير من المخاطر المحدقة بالمنطقة الإفريقية مع تنامي الإرهاب الإسلاموي في منطقتي الساحل الإفريقي وقرنها وتحولها لدولة نيجيريا التي تعد أكبر دول في إفريقيا من حيث عدد سكانها الذي يقارب 130 مليون نسمة، وقد اتخذت لذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية من ذلك ذريعة للتمركز العسكري المباشر فيها عبر هيكل جاهز من حيث التصور وحتى البنية الإدارية ويسمى ''أفريكوم''، وهو ما رفضته دول مركزية في إفريقيا· تجدر الإشارة إلى أن حصيلة ''الانتصار الحكومي'' بنيجيريا كانت باهظة، حيث أسفرت الأحداث الدامية التي شهدتها نيجيريا قتل 600 شخص على الأقل في خلال خمسة أيام من المواجهات في نيجيريا بين الجيش والمتطرفين الإسلاميين، وكانت المواجهات بين عناصر من مجموعة ''طالبان''، بدأت الأحد الماضي عندما حاول عناصر من هذه الجماعة مهاجمة مركز للشرطة في ولاية باوشي ''شمال نيجيريا''، وقد تحصلت مصالح الأمن النيجيرية على معلومات، مفادها أن الحركة كانت بصدد القيام بعمليات انتحارية مركزة ضد عدد من المرافق الأمنية والحكومية باستعمال أسلحة ثقيلة· وكانت أجهزة المخابرات النيجيرية قد أعلنت أنها كانت تتعقب هذه الجماعة التي يشار إليها باسم ''طالبان النيجيرية'' منذ سنوات وإن أعضاءها يجمعون السلاح ويتعلمون صناعة القنابل من أجل فرض معتقداتهم على النيجيريين، وأصدر الرئيس النيجيري أوامره لقوات الأمن باتخاذ كل الإجراءات اللازمة من أجل ''احتواء أعضاء هذه الجماعة نهائيا''· وفي دليل على أن خطر التمرد في نيجيريا يتجاوز حدود البلد، ذكرت محطة إذاعية خاصة في النيجر الخميس ومصدر أمني نيجيري أن مقاتلين من التشاد والنيجر قاتلوا إلى جانب المتمردين الإسلاميين شمال نيجيريا·