أعلن،الإثنين، مسؤول عسكري في قيادة أركان الجيش المالي، عن توقيف شخص يحمل الجنسية الموريتانية وبحوزته وثائق مزورة ومبلغا ماليا هاما، ويشتبه في صلته بالتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في الجزائر وأيضا على علاقة بعملية اختطاف 6 رعايا أجانب مؤخرا بالنيجر. * ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر عسكري في قيادة أركان الجيش المالي في منطقة الشمال، أن الموريتاني تم توقيفه نهاية الأسبوع الماضي، شمال مالي، دون الكشف عن هويته أو تفاصيل العملية، وتم لأول مرة الكشف رسميا عن اعتقال موريتانيين اثنين في وقت سابق، ما يرفع عدد الموريتانيين الموقوفين من طرف السلطات المالية إلى 3 أفراد. ويأتي ذلك تأكيدا لمعلومات أوردتها "الشروق اليومي"، وأكد مصدر قريب من الملف هذه المعلومات لوكالة الأنباء الفرنسية، مضيفا أن الأمر يتعلق بالموريتانيين اللذين طالب التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" بالإفراج عنهما مقابل تحرير الرهائن الستة، لكن المصدر لم يشر إلى هويتهما ولا إلى مركزهما في التنظيم الإرهابي، واكتفى فقط بالتأكيد أن عملية توقيفهما تمت منذ مدة، كما تم مؤخرا فقط تحويل مكان اعتقالهما من طرف السلطات المالية "لدواعي أمنية"، وكشف أن أحدهما أصيب بجروح بعد تعرضه لحادث مرور عند تحويله، حسب مصدر عسكري مالي. * ولا يستبعد مراقبون أن يكون نقل المعتقلين الموريتانيين تمهيدا للمفاوضات التي تكون جارية "في سرية"، خاصة وأن جميع الأطراف تتكتم على أدنى تفاصيل العملية ومصير الرهائن الستة لبحث المطالب التي طرحها التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" أهمها الفدية ومسألة المقايضة. * وترافق هذه العملية تساؤلات مجددا حول دور مختار بلمختار (خالد أبو العباس) المكنى "الأعور" أمير المنطقة التاسعة في تنظيم "الجماعة السلفية" قبل انسحابه، وكان أمير كتيبة "الملثمين" التي تنشط في الصحراء وكانت تقوم بتمويل قيادة التنظيم بالسلاح والذخيرة والمال من عائدات التهريب، خاصة وأن بلمختار، كما سبق ل "الشروق اليومي" أن انفردت به في وقت سابق، قد دخل خط المفاوضات في قضية اختطاف سائحين نمساويين في صحراء تونس، والإفراج عن اثنين من أتباعه الموريتانيين وصف الفدية التي عرضتها قيادة "درودكال" مقابل الإفراج عن الرهينتين، ليتجدد اليوم نفس المطلب المتعلق بإطلاق سراح موريتانيين اثنين معتقلين "في إحدى دول الساحل"، وجاء تصريح المسؤول العسكري المالي في اتجاه تأكيد تواجدهما في دولة مالي، كما أشارت "الشروق اليومي" إلى ذلك. * * الموريتانيون هم رجال بلمختار "الأوفياء" ويسعى لاسترجاعهم * ويفيد متتبعون للشأن الأمني، أن "مختار بلمختار" يكون جمد بشكل ذاتي ومنذ فترة طويلة نشاطه المسلح تعود الى سنة 2003، وتزامن ذلك مع ما تسرب عن مفاوضات قادها مع السلطات لتسليم نفسه والاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وانعكس ذلك ميدانيا بتعيين "درودكال" المدعو "يحيى جوادي" (يحيى أبو عمار) أميرا للصحراء وهو، برأي مراقبين، بمثابة إعلان طلاق بائن مع "بلمختار" وسحبت منه كل اعتراف بتمثيل التنظيم في المنطقة، وانعكس ذلك سلبا، حيث انسحب عديد من أتباع بلمختار من "كتيبة الملثمين" ليلتحقوا بجماعة "أبو عمار"، واختار آخرون تسليم أنفسهم، ولم يبق من "الأوفياء "له سوى الموريتانيين من العناصر التي تنتمي إلى بعض القبائل العربية تقطن المنطقة الحدودية ما بين موريتانيا ومالي وبالضبط في بوادي منطقة تومبوكتو، ليتحول "بلمختار" الى استثمار علاقاته مع شبكات التهريب وتجارة السلاح والسيارات التي يشكل الموريتانيون صلبها، ويعتبر هؤلاء من مقربيه الحقيقيين وسواعده الأساسية التي يريد استرجاعها مهما كان الأمر، ذلك لأن "بلمختار" يحضر للبقاء طويلا في المنطقة والتفرغ للاستثمار في التهريب. *