برمجت مديرية البيئة لولاية تيزي وزو مخططا تنمويا يتمثل في إنجاز 10 دراسات لتسيير النفايات على مستوى مختلف بلديات الولاية، بهدف إيجاد إستراتيجية سليمة للقضاء، وبصفة نهائية، على هذا الهاجس الذي بات يؤرق السلطات المحلية والسكان على حد سواء، وكذا محاولة منها لإيجاد حلول عاجلة لمشكل نقص العقار لإنشاء أرضيات خاصة لاستقبال القمامات· وقصد ضمان السير الحسن للعملية فإن هذا المشروع الذي صنفته المديرية كقاعدة أساسية للقطاع البيئي سيأخذ بالدرجة الأولى خصائص ومميزات كل منطقة ومدى خطورة الوضع الراهن فيها ودرجة تأثيره بكل منطقة التي ستشملها الدراسة، لاسيما أن ظاهرة تدهور الو ضع البيئي في الولاية أضحى من أولويات المسؤولين، إذ فرض نفسه بقوة في الآونة الأخيرة وكان محل نقاش المسؤولين بمختلف القطاعات في شتى اجتماعاتهم الدورية وبمشاركة رؤساء البلديات والدوائر على اعتبار أن قضية حماية البيئة لا تقف فقط على مبادرة شكلية من طرف واحد، وإنما تستدعي تكتل الجهود وإرادة فعلية من الجميع من أجل العمل سويا للحد من مشكل النفايات الذي أخذ يتسع وبشكل ملفت للإنتباه يستدعي فعلا دق ناقوس الخطر، لا سيما لدى المواطن الذي أضحى يراه كابوسا يطارد يومياته ويهدد سلامة صحته ومحيطه، وهذا نظرا للنتائج الوخيمة الناجمة عنه، وأكثر من ذلك فإن الظاهرة باتت المتسبب الرئيسي في تدهور الوجه الجمالي والعمراني لأكثر من منطقة بالولاية، بالرغم من أنها مناطق سياحية تتطلب العناية الكاملة لما تلعبه من دور فعال في تنمية قطاع السياحة في الولاية، وهو الوضع الذي شغل السلطات المحلية أكثر ودفعها لاتخاذ التدابير اللازمة ووضع برنامج ثري لإخراج هذه المناطق من دائرة الخطر والتهميش، وسيمس هذا البرنامج كل من ذراع الميزان، بوزقان، واضية، تيزي غنيف، اعزازقة، إضافة إلى المناطق الساحلية منها آيت شافع، ميزرانة، إفليسن، تيقزيرت وأازفون التي أولى لها المسؤولون أهمية كبيرة لكونها مناطق سياحية تحوي مواقع هامة يجب مراعاتها وحمايتها باعتبارها وجهة سياحية تستقطب آلاف السياح سنويا، وتساهم بشكل إيجابي في انتعاش الاستثمار السياحي بالولاية· وفي نفس السياق، أكد مصدر قريب من المديرية أن الإهتمام بمثل هذه المناطق يجب ألا يقتصر فقط على إنشاء المرافق والهياكل، حيث هناك شروط أخرى يستوجب توفيرها كون تحقيق التنمية مرهون بجملة من العوامل المتكاملة، موضحا أن توفير الإمكانيات من ماء وطرق وغاز غيرها غير كاف إذا كان المحيط الذي يشمل هذه المرافق غير مهيأ ويعاني من مشاكل التلوث، فذلك سيساهم بشكل سلبي في عرقلة النهوض بقطاع السياحة، ولتفادي الوصول إلى مثل هذا الوضع تم إدراج كل هذه العراقيل ضمن البرنامج الذي سيعيد الاعتبار لها ويحسن مظهرها، خاصة وأن العملية لا تقف عند موضوع التخلص من النفايات فحسب، حيث ستشمل كذلك أشغال معالجة مياه الصرف، وحماية البيئة والمحيط، وتهيئة الإقليم، حيث تضاف إلى المشاريع التنموية الهامة التي تدعم بها قطاع البيئة بولاية تيزي وزو في إطار البرنامج الخماسي والتي يقدر عددها ب 12 مشروعا تنمويا والتي ستعمل على وضع حد لزحف القمامات على حساب المساحات الخضراء كما أنها ستخلص الوسط الحضري من مشكلة تكدس النفايات، وتشمل هذه المشاريع حسب مصدر قريب من مديرية البيئة إنجاز 8 مفارغ تخضع للمراقبة، إضافة إلى 4 مراكز تقنية لردم النفايات، كما سيتم توسيع مركز ردم النفايات الواقع بواد فالي، مع تدعيم عدة مناطق ب 15 قمامة، كما سيستفيد القطاع كذلك من مفرغة تخضع للمراقبة للنفايات الخاملة ووحدة لردم أزيد من 7 ألف طن سنويا من النفايات التي تقذفها المؤسسات الصحية، وتجدر الإشارة إلى أن مديرية البيئة بالولاية رصدت ما يزيد عن 838 مليون دج خلال السنوات الأخيرة لحماية البيئة التي تعاني تدهورا ملحوظا من سنة إلى أخرى·