استفادت ولاية تيزي وزو من مشروع إنجاز محطة جهوية لتوليد الطاقة الكهربائية ''تيرمو إلكتريك'' من مياه البحر التي سيتم إنجازها بمنطقة ملاطة الساحلية التابعة لدائرة أزفون، هذا المشروع التنموي الضخم الذي سيتم إنجازه في مساحة تقدر ب 40 هكتارا سيمول بلديات وقرى ولاية تيزي وزو وكذا عدة ولايات الوسط، خصوصا منها الولايات المجاورة على غرار بومرداس، البويرة وبجاية· حسب ما علمته ''الجزائرنيوز'' من مصدر مسؤول بمديرية الطاقة والمناجم لولاية تيزي وزو، فإن هذه المحطة التي سيتم إنجازها بأزفون تعتبر من بين الست محطات الجهوية التي برمجتها وزارة الطاقة والمناجم على المستوى الوطني، والتي تدخل في إطار برنامج أطلق عليه تسمية ''مخطط استعجالي لإقامة محطات تيرمو إلكتريك ذات قوة 300 ميغاواط''، وستربط جميع مناطق الولاية بالطاقة الكهربائية ذات الضغط المرتفع، ما سيسمح بالقضاء النهائي على مشكلة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بالمنطقة التي دفعت في الكثير من المرات بسكان المنطقة إلى رفع شكاوى متكررة لمؤسسة سونلغاز والسلطات المحلية لاسيما مع تزايد الخسائر التي ألحقت بالكثير من المستثمرين والفلاحين والتجار· وأشار المصدر ذاته أن مكتب الدراسات الذي تولى عملية إجراء الدراسات اللازمة لهذا المشروع اختار قطعة أرضية واقعة بملاطة والتي تتربع على مساحة قدرها 40 هكتارا، وفي هذا السياق صرح محدثنا أن مكتب الدراسات أرسل تقريرا مفصلا حول الدراسات المنجزة للسلطات المركزية، وهذه الأخيرة تشكلت لجنة متكونة من ممثلي عن وزارة الطاقة والمناجم، وزارة الفلاحة، وزارة البيئة··· الذين قاموا بعد دراستهم للتقرير بزيارة عمل للمكان الذي سيحتضن هذا المشروع للتحقيق أكثر عن مدى ملاءمة هذه الأرضية والمنطقة، وأضاف المصدر ذاته أن ممثلي وزارة الفلاحة رفعوا تقريرا مفصلا رفضوا من خلاله إنجاز هذا المشروع في هذه الأرضية، حيث تبيّن من خلال الدراساتالمنجزة أنها أرض فلاحية خصبة 100% والتي من شأنها أن تستغل في المجال الفلاحي، وهو القرار الذي اتخذته السلطات المعنية بجدية واهتمام، حيث تم إلغاء القطعة الأرضية الأولى، وشرعت بذلك مديرية الطاقة والمناجم في البحث عن قطعة أرضية أخرى تكون مناسبة لاحتضان هذه المحطة، وهو ما توصلت إليه الفرقة المختصة في البحث، حيث وجدوا أرضية جديدة تتواجد بمنطقة ملاطة دائما، والتي تتربع على مساحة 40 هكتارا، حيث تم تنصيب لجنة ولائية مشكلة من مختلف مدراء القطاعات بالولاية منها، مديرية السكن، مديرية الفلاحة، مديرية الطاقة والمناجم، مديرية الغابات، مديرية السياحة، إضافة إلى رئيس دائرة ورئيس بلدية أزفون، حيث أجمعوا واتفقوا على ملاءمة الأرضية الثانية لاحتضان المشروع بعدما أجريت لها دراسات جديدة التي تم عرضها على السلطات المركزية التي وافق عليها· وكشف مصدر مسؤول بمديرية الطاقة والمناجم أن مهمة إنجاز مشروع محطة جهوية لتوليد الطاقة الكهربائية ''تيرمو إلكتريك'' بأزفون أسندت لمؤسسة سونلغاز التي ستتكفل به، والتي ستقوم بكل المتابعات التقنية· ومن جهة أخرى، كشف المصدر ذاته أن هذا المشروع سيوفر 500 منصب شغل، والتي من شأنها أن تقلل من حدة البطالة التي يعاني منها شباب ولاية تيزي وزو وبصفة خاصة شباب منطقة أزفون والمناطق المجاورة لها· هذا، ويرتقب تدعيم هذا المشروع الضخم بمشروع آخر يتمثل في محطات تصفية مياه البحر التي من شأنها أن تقضي هي الأخرى على أزمة الماء الحادة التي تواجهها مناطق ولاية تيزي وزو، لاسيما منها المناطق الشمالية·