بعد أن صارت الشواراع والساحات حلبة لاستعراض العضلات والخناجر قرر حماري أن يسلح نفسه أيضا بخنجر للدفاع عن النفس·· بدا لي مظهره مضحكا وهو يضع سكين تقطيع الخبز على خصره الرشيق·· قلت له ساخرا·· تبدو مثل عنتر·· أين عنتر منك·· تبدو مثل رامبوا·· زمجر في وقال·· أنت تسخر مني·· ولكن جد من سيدافع عنك دوني·· قلت له·· أنا أعيش في دولة قانون وهي كفيلة أن تدافع عني·· ضحك باستهزاء وقال·· ولكن قانون الدولة هذه الأيام أصبح للخناجر في وسط ''الحومات''·· قلت له·· أعرف ذلك ولكن هذا ليس حلا يا حماري·· إن كان كل منا يحمل خنجرا في خصره·· ''راهي خلات'' نهق عاليا وقال·· مثلما يفعل الناس أفعل·· ولا دخل لي بأحد·· قلت له·· حتى مظهرك يوحي بالضحك وأنت تحمل سكينة الخبز·· ثم من يريد الدفاع عن نفسه·· هل يدافع بهذه السكينة الصغيرة ''الحافية''؟ ضحك وقال·· هذا أضعف الإيمان·· ضحكت عاليا وقلت·· فعلا هو أضعف الإيمان أيها الحمار·· ضع مخك في رأسك واترك الدولة تحمي مواطنيها·· ومن تحكي عنهم ليسوا سوى خارجين على القانون·· صرخ عاليا وقال·· من تقصد رشيد بوشارب؟ قلت له·· فعلا أنت حمار··