قال حماري·· ما أريد أن أفهمه·· هل للمواطن البسيط الحق في الحياة؟ قلت له·· أه بدأت الفلسفة وتكسار الرأس؟؟ قال·· يا سيدي بعد ما يحدث هنا وهناك يجب أن نفكر في حل ما؟ قلت له·· من يفكر؟ أنت؟·· قال·· أحداث ديار الشمس التي تتكرر كل مرة لا تريحني·· قلت له·· وما دخلك أنت أيها الحمار ''المستحمر''·· المسؤولون يحسون بالارتياح مع كل وضع مستجد ولا يتحركون أبدا لاستئصال المشكل وأنت تفكر وتحلل وتريد أن تصل إلى ثقب الأوزون؟ قال·· الوضع محيّر·· والحالة ما تعجبش·· مشكلة وراء مشكلة·· إلى أين يسير القطار؟ قلت·· القطار لا يسير·· هو واقف ونحن نسير حوله مثل المجانين·· أهالي ديار الشمس مجرد عينة عن التذمر والقلق الذي يعيشه الشعب·· الضغط لا يولد سوى الضغط·· قال حماري·· فعلا·· أنا خائف أن يأتي يوما تحدث الكوارث التي لا تخطر على البال ولا على الخاطر؟ ضحكت وقلت·· كوارث؟ كوارث أكثر مما يحصل لا أظن؟ فساد·· سرقة·· زلازل·· فيضانات·· قتل·· هل هناك أكثر من هذا؟ قال حماري·· منامي لا يخطأ·· أظن أن وحشا كبيرا كاسرا سوف يقلب الدنيا على رأسها؟ قلته له·· منامك مثل وجهك المكفهر··لا ثقة فيك ولا في أحلامك؟ قال حماري غاضبا·· أنت دائما ترميني بالغباوة والسطحية، ولكن كل ما يحدث يؤكد لك العكس·· كل ما حدث تنبأت به من خلال تحليلاتي ونقاشاتي·· صمت، لم أرد الجدال معه لأن في بعض الأحيان لا يجب التفلسف في أمور تبدو أكبر من المواطن البسيط الذي يرى عند أنفه·· الأمور أكبر بكثير من الفساد والسرقة والقتل؟؟