ذكرت مصادر صحفية فرنسية أن المقرر العمومي المعين الذي عينته المحكمة الإدارية بمدينة مرسيليا قدم طلبا رسميا إلى المحكمة لإلغاء رخصة بناء مسجد مرسيليا الكبير، بسبب عيوب تقنية في إعداد الدراسة الخاصة بالمشروع· ومن المنتظر أن تصدر المحكمة قرارها غدا الخميس، كما أنه من المرجح، حسب المصادر ذاتها، أن يأخذ القاضي بملاحظات المقرر العمومي وتأييد اقتراح سحب الرخصة· بعد كل الشد والجذب الذي عرفه مشروع إنجاز مسجد مرسيليا، بوصفه الأكبر في أوروبا، يبدو أن المشاكل التي أعاقت تشييده لم تنته بعد، فعقب المشاكل المتعلقة بالصراعات بين مختلف الجاليات المسلمة، للسيطرة ثم بروز عقبة التمويل· إذ وللتذكير هذا الصرح الديني بحاجة إلى 22 مليون أورو لبنائه، حيث أعلنت الجزائر انسحابها من المشروع وبالتالي إلغاء التزاماتها المالية مرورا بالمعارضة الشديدة للكيانات السياسية اليمينية والمتطرفة المعادية للإسلام، والتي أبدت موقفا مناهضا للفكرة· ويبدو أن نهاية هذا المشروع، ستكون على يد فكرة جديدة برزت مؤخرا وهي تشييد مركز ثقافي إسلامي في الجهة الشرقية لمرسيليا· والظاهر أن المشروع، تعدى مجرد الفكرة لتجسيده على الورق، حيث قام أحد المهندسين المعماريين، برسم مجسم المسجد، سيكون في شكل مكعب مشابه للكعبة· كما أن المشروع، يكون بحسب بعض المصادر من أوساط المغتربين الجزائريين، بإيعاز من السلطات الجزائرية على لسان وزير الجالية حليم بن عطاء الله الذي طلب خلال زيارته الأخيرة إلى فرنسا في أوت الماضي، من بعض ممثلي الجالية، التفكير في مشروع تشييد ''صرح ثقافي جزائري ببعد ثقافي وعقائدي ''· وبالفعل، ومباشرة بعد رحيل الوزير، شرع ممثلو الجالية في تطبيق التوجيهات، حيث كلف مكتب دراسات، بتصور المشروع الذي يتربع على مساحة 4 آلاف متر مربع ذات شكل مكعب سيشيد من الخرسانة مؤلف من ثلاثة طوابق· سيأوي المشروع في حال تجسيده غرفة التجارة الجزائرية الفرنسية، قاعات عرض بالإضافة إلى مركز ثقافي ومسجد بقدرة استيعاب تصل 1500 مصلي· وقد تكون كلفة المركز، أقل بكثير من المساهمة التي كان من المقرر أن تدفعها الجزائر لتشييد المسجد الكبير، وهذا ما يعزز إمكانية اختيار السلطات الجزائرية للمشروع الثاني الذي سيرى النور بعد أربع سنوات حسب التقديرات الأولية· مبادرة كهذه تأتي في سياق رد واضح من الجزائر على موقف بعض الجاليات المسلمة المقيمة بمرسيليا والمنحدرة من دول تسعى إلى السيطرة على كل ما هو هيئات ممثلة أو مواقع عبادة للمسلمين وتبذل هذه الدول كل الوسائل للوصول إلى طموحها·