وافقت سلطات بلدية مرسيليا الفرنسية على بناء مسجد جديد بإقليمها، والذي ستساهم الجزائر في دعمه ماليا، إضافة إلى دول عربية وإسلامية أخرى . وأفاد موقع ''كل شيء عن الجزائر'' نقلا عن مصدر مقرب من بلدية مرسيليا، أن رئيس هذه الأخيرة جون قلود غودين، قد وقع على ترخيص بناء مسجد بالمدينة، مضيفا انه سيتم تسليم هذا الترخيص لمسؤولي هذا المسجد يوم 6 نوفمبر القادم، و الذين سبق لهم وان قدموا طلبا رسميا بالترخيص لهم لبناء مسجد جديد بمرسيليا يوم 15 ماي المنصرم. ويذكر المصدر ذاته أن الجزائر قد تعهدت بتمويل بناء هذا المسجد الذي قدرت تكلفته المالية ب 22 مليون أورو، و سيشيد بالمقاطعة ال15 بمدينة مرسيليا، وينتظر أن تنطلق أشغال انجازه مع بداية العام الجديد . وفي هذا السياق بين مسؤولون من جمعية المسجد الكبير لمرسيليا، أنهم قد عرضوا مشروعهم على عدد من الدول الإسلامية، مضيفين أن كلا من الجزائر والمغرب وجزر القمر قد تعهدوا بتمويل المشروع، ومبينين أن نسبة كل بلد لا يمكنها أن تتعدى 20 و 25 بالمائة من الغلاف المالي الإجمالي للمشروع. ويأتي إقامة مسجد كبير شبيه للمسجد باريس الكبير نتيجة نضال عديد الجمعيات الإسلامية النشطة بفرنسا، خاصة تلك المنحدرة من منطقة المغرب العربي، بالنظر إلى أن هذه الجالية تتواجد بكثافة بمدينة مرسيليا الواقعة جنوب التراب الفرنسي، إضافة إلى أن موافقة السلطات البلدية على هذا المشروع يندرج في خانة محاولتها الاستجابة لمطالب المهاجرين، خاصة المسلمين منهم الذين يمثلون أكثر جالية متواجدة بهذه المدينة . وبخصوص تعهد الجزائر بدعم هذا المشروع، فانه دليل واضح على أنها عازمة على استرجاع نفوذها بالمنابر الدينية الإسلامية في فرنسا بعد أن فقدت ذلك العام الماضي حينما عادت رئاسة مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا إلى المغرب ، كما أن الجزائر تنوي من خلال هذا الدعم تجسيد السياسة التي انتهجتها مؤخرا بخصوص الجالية الوطنية المقيمة بالخارج ميدانيا ، إذ أن هذا الدعم المالي سيمكنها من الحصول على إدارة هذا المسجد ، لكي تكون بحق قريبة من اهتمم أبناء الجالية التي تعد مرسيليا مركز تواجدهم في فرنسا، ومعلوم في هذا الشأن أن الجزائر ومن خلال وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد ضاعفت هذه السنة من عدد الأئمة الذين ترسلهم إلى فرنسا قصد إبقاء أبناء الجالية على صلة دائمة بمعتقداتهم الدينية، وجعلهم على رباط دائم مع ثقافة بلادهم .