من يتابع هذه الأيام، الجدل القائم في إسرائيل على مستوى الصحافة، وعلى مستوى كواليس السياسة، بشأن الاستيطان، والمستوطنات، والبؤر الاستيطانية!!! سوف يسمع العجب العجاب، ويرى ما كان مخبوءاً، ويتعرف على نوع الأكاذيب في إسرائيل التي تضرب، ليس فقط هيكل السياسة، وهيكل الأمن في هذه الدولة، بل هيكل الأخلاق أيضاً· بطبيعة الحال: الصورة تتضح كل يوم أكثر، بسبب الموقف الذي مازال في بداياته، والذي اتخذته إدارة الرئيس أوباما ضد الاستيطان، وضرورة وقفه بكل أشكاله، بحيث أن المواقف الإسرائيلية المتباينة، والأسرار الإسرائيلية المخفية، أصبحت تظهر وراء بعضها، وتتكشف على التوالي، لتتضح لنا في هذه الأيام صورة دولة تكذب على شعبها، وعلى نفسها، وعلى حلفائها دون توقف، بل هي تغطي كل كذبة بكذبة أخرى، وهكذا بلا نهاية· على سبيل المثال: هناك ما قيل عنه أنه ضمانات حصل عليها، المستمر في غيبوبته، شارون، من الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وثبت أن هذه الضمانات لا وجود لها، ثم أعقبتها الأكذوبة الجديدة عن موافقة حصل عليها وزير الجيش الجنرال إيهود باراك، ثم ثبت أنها رواية من نسج الخيال· ولكن التفاصيل المرتبطة بالاستيطان اليهودي أعمق من ذلك، فمثلاً البؤر الاستيطانية التي تقول المحاكم الإسرائيلية عنها أنها غير شرعية، فهي تنشأ بعلم الجنرالات، ومساعدتهم، وحمايتهم، بل أن الجيش نفسه، غالباً ما يكون هو الجهة التي تقدم حتى الكرافانات وما يلزم لهذه البؤر الاستيطانية· وعندما لم يقبل الأمريكيون بالرقم الذي أعلنه الإسرائيليون عن ست وعشرين بؤرة استيطانية يريدون إزالتها!!! إتضح أن هناك ما يزيد عن مئة وثلاثين وحدة استيطانية تحت بند الإزالة، وهنا، حدث الارتباك في صفوف الجنرالات الذين كانوا قد وعدوا المستوطنين بحماية هذه البؤر، بل وتوسيعها، وزراعة ما حولها لتبدو راسخة، مع أن هذه البؤر مقامة في أملاك خاصة للفلسطينيين، وكذلك ما حولها من أراض، وهكذا، يتضح أن ما يقال عن الروح الطلائعية للمستوطنين، والوعد الإلهي، ليس سوى كلام تافه، يراد من ورائه تغطية الشراكة في السرقة التي يقوم بها الجنرالات مع تجار الاستيطان ليس إلا· ونفس الشيء ينطبق على المستوطنات التي لا تنمو، وإنما ينقل إليها عدد من سكان المدن لما يتوفر لهم من مزايا داخل المستوطنات، بل إن نسبة من سكان هذه المستوطنات ليسوا يهوداً أصلاً، وهذا هو حال كل هجرة من الهجرات التي جاءت من روسيا أو أثيوبيا أو غيرها، فمن أجل أن تأخذ أسطورة الهجرة اليهودية حجمها المطلوب، سمح للعديد، من غير اليهود، أن ينضموا إلى الأكذوبة نفسها، بل إن أكذوبة النمو الطبيعي للمستوطنات تدحضها آلاف الشقق الفارغة في هذه المستوطنات التي لا تجد من يسكنها· أنا من الذين يعتقدون، أنه إذا تم بناء موقف فلسطيني، كجزء من بناء موقف عربي يتم التعامل على أساسه مع إدارة الرئيس أوباما لتشجيعها على الثبات والمضي قدماً، فإن كثيراً من الأكاذيب سوف تتساقط تباعاً في هذه الدولة التي هي، في الأساس، قامت على الأساطير والخرافات والأكاذيب· هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته