أطلقت جمعية الأمل التابعة لمركز بيار وماري كوري، حملتها الثانية للتوعية حول ضرورة الكشف المبكر لمرض السرطان تحت شعار ''لا تتركوه يفاجئكن''، عقب التزايد الكبير لعدد حالات هذا المرض التي فاقت 2000 إصابة جديدة تم اكتشافها منذ بداية السنة الجارية· وقد أكد القائمون على الجمعية، ضمن بيان صحفي تحصلت ''الجزائر نيوز'' على نسخة منه، أن سرطان الثدي يعتبر من الأمراض الأكثر فتكا وانتشارا في الجزائر، حيث يتم سنويا تسجيل أكثر من 9000 إصابة أي ما يعادل نحو 30 إصابة يوميا ليرتفع بهذا عدد المصابين إلى 40 ألف حالة منتشرة بالتراب الوطني، وهو رقم -حسب المعنيين- يعد جد مرتفع لاسيما وأن 80 بالمائة من تلك الإصابات المسجلة تكون في حالات متقدمة ميئوس من علاجها كونها تتطلب تدخلا جراحيا استئصاليا بسبب عدم وعي النساء المريضات بإصابتهن بهذا الورم الخبيث إلا عند التشخيص الذي يكون في الغالب متأخرا، بينما يمنح -حسب الأطباء- اكتشاف المرض مبكرا في المراحل الأولى والثانية فرصة حياة للمريض من 5 إلى 10 سنوات· وفي سياق آخر، تعاني هذه الشريحة من مشاكل عدة متعلقة بسوء التكفل بها على مستوى المستشفيات العامة خاصة على مستوى المراكز الخمسة المتواجدة عبر الوطن، حيث يضطر المرضى إلى الانتظار لفترة تزيد عن 4 أشهر من أجل الحصول على موعد للعلاج الكيميائي، هذه الفترة اعتبرتها القائمة على الجمعية جد طويلة، باعتبار أن العديد من المرضى يموتون بعد صراع طويل مع المرض قبل موعد العلاج· ففي السياق ذاته، تصر بعض الجمعيات التي توفر الرعاية لمرضى السرطان على ضرورة إنشاء مركز وطني خاص لعلاج هذه الفئة خاصة المعوزة منها، لأن عدد كبير من المصابين بسرطان الثدي والميسورين ماديا يقصدون الدول المجاورة للحصول على العلاج بعدما يئسوا من الانتظار· وفي تصريحات سابقة، قالت رئيسة جمعية ''الأمل'' لمساعدة مرضى سرطان الثدي، بأن عدد الوفيات بهذا المرض ارتفع إلى أكثر من 3500 حالة وفاة سنويا أي ما يعادل 25 وفاة يوميا نتيجة التكفل السيئ بهن على مستوى المؤسسات الاستشفائية كونها غير مجهزة· وجاء في البيان نفسه بأن حملة الكشف المبكر الأولى التي قامت بها الجمعية خلال السنة الماضية مكنت من إنقاذ الآلاف من الأرواح من الموت المحتم، وبعد الفحص والتشخيص تبيّن أن هناك الآلاف من المريضات يجهلن إصابتهن سيما في المناطق النائية، الأمر الذي دفع بالقائمين على الجمعية إلى تسطير حملات توعوية في العديد من الولايات، كما ستكون هناك قافلة ''أمل'' ستجوب عدد من القرى والمداشر، حيث سيقوم طاقم طبي مجهز بالكشف الفوري لنساء تلك التجمعات النسائية، ناهيك عن تحسيسهن وتوعيتهن وكذا تعريفهن بالطرق البسيطة للكشف الذاتي في منازلهن· والجدير بالذكر أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الجزائر تضاعفت 5 مرات في أقل من عشرين سنة، مما جعل هذا المرض الأول في قائمة السرطانات في البلاد، وأضاف المتحدث أن معدل سن التشخيص هو 45 سنة· وتشير العديد من الدراسات الطبية إلى أن ثلثي النساء اللواتي يقصدن الطبيب للكشف للمرة الأولى مصابات بالمرض، وأن خمسهن يجدن أنفسهن في مرحلة جد متقدمة من المرض، إضافة إلى أن الثلثين منهن يجدن أنفسهن مصابات بأورام يقدر متوسط حجمها ب 40 مليمترا· ومن جهة أخرى، تفيد المعطيات الطبية أن 10% من إصابات مرض السرطان في الجزائر تعود لأسباب وراثية، بينما تعود البقية إلى التدخين والهرم والتغذية وظروف المعيشة·