اعتقلت السلطات اليمنية، في مطار صنعاء الدولي، متهما بتمويل تنظيم القاعدة، في وقت شهدت محافظة أبين جنوبي البلاد تصعيدا في المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين يشتبه بانتمائهم للتنظيم، حيث قتل في أحدث الاشتباكات أربعة عسكريين بينهم ضابط كبير، كما لقي ثلاثة مسلحين مصرعهم، وقصف الطيران الحربي عدة مواقع بالمنطقة. وأعلنت وزارة الداخلية، مساء أول أمس السبت، إلقاء القبض على المدعو صالح الريمي (33 عاماً) لدى دخوله البلاد يوم الجمعة، وهو مغترب يمني يقيم بصورة دائمة في السعودية ومدرج اسمه ضمن القائمة السوداء في اليمن باعتباره مطلوبا بتهمة تمويل تنظيم القاعدة. وأشارت الوزارة في بيان نشر على موقعها على الأنترنت، إلى أن الريمي هو الرجل الثاني الذي يعتقل في مطار صنعاء الدولي، بعد إلقاء القبض الخميس الماضي على المدعو خالد العبيدي المتهم باختطاف مواطن ياباني في نوفمبر .2009 وفي سعيها للقضاء على تنظيم القاعدة، رصدت الداخلية مكافأة مالية تبلغ عشرين مليون ريال يمني (100 ألف دولار أمريكي) لمن يدلي بأية معلومات عن ''أخطر ثمانية مطلوبين'' وحذرت من التستر على أي شخص منهم. وتزامن الإعلان عن اعتقال متهم بتمويل القاعدة مع تصاعد الاشتباكات بين القوات الحكومية وعناصر من التنظيم بمحافظة أبين أوقعت قتلى في صفوف الجيش ومسلحي التنظيم. وقال مصدر إعلامي في اليمن، إن أربعة جنود من بينهم ضابط برتبة كبيرة قتلوا في اشتباكات مع مسلحين بمنطقة لودر بمحافظة أبين إثر كمين تعرضت له قافلة عسكرية بالمنطقة. ووقع الكمين الجديد قرب موقع كمين آخر قتل فيه خمسة جنود حكوميين الخميس الماضي. وفي وقت لاحق، قتل ثلاثة مسلحين وأصيب أربعة آخرون عندما انفجرت سيارتهم المفخخة بالمنطقة ذاتها بعد أن حاولوا اقتحام موقع عسكري، إلا أن الجنود أطلقوا النار على السيارة فانفجرت. وأضاف المصدر أن الطيران العسكري قصف عدة مواقع بالمحافظة. وحسب المصدر، فإن الطيران الحربي قام منذ الصباح الباكر، أول أمس السبت، بتحليق منخفض في سماء مديريتي مودية ولودر، ولم يتضح أنه قصف أهدافا أو أسقط ضحايا، لكن الأحداث أدت إلى تعطل الحياة العامة وعدم ذهاب الطلاب إلى مدارسهم، في وقت تشهد فيه المنطقة حشودا وتعزيزات عسكرية. ونقلت مصادر إعلامية في صنعاء عن مصادر أمنية أن قائد اللواء ''''111 نجا من هجوم تعرّضت له قواته التابعة للأمن المركزي أثناء توجهها إلى مودية التي تشهد توترا كبيرا إثر مقتل مدير أمنها المقدم محمد البهام الخميس برصاص مسلح يعتقد أنه من القاعدة. وتأتي المواجهات العنيفة في مودية ولودر عقب اشتباكات مسلحة دارت بمنطقة جبلية بين الجيزة والقشابر بمديرية مودية مساء الخميس، في حين كانت القوات تلاحق عنصر القاعدة أنور العمبري المتهم بقتل مدير أمن مودية. وفي تطور متصل، أصيب ضابطان من الأمن السياسي بمدينة زنجبار بمحافظة أبين أثناء محاولتهما تفكيك عبوة ناسفة زرعت في سيارة واقفة أمام مبنى الأمن السياسي بالمدينة. وإزاء هذه التطورات الأمنية، حثت فرنسا زوجات وأطفال مواطنيها العاملين باليمن على مغادرة البلاد. وقال بيان للخارجية الفرنسية ''في ظل تدهور الوضع الأمني بعد الأحداث الأخيرة في اليمن نحث المغتربين الفرنسيين على التحلي بالمزيد من اليقظة والحذر''. كما أغلقت بريطانيا سفارتها هناك أمام الجمهور يوم الأربعاء بعد هجومين على أهداف غربية بالعاصمة صنعاء الأسبوع الماضي. وقالت السفارة البريطانية في صنعاء في موقعها على الأنترنت، إنها مغلقة أمام الجمهور ''بسبب الوضع الأمني''. أما أستراليا، فقد حذرت حكومتها الفدرالية مواطنيها من السفر، ورفعت وزارة خارجيتها مستوى تحذيرها من السفر إلى اليمن بسبب ''التهديد الكبير بوقوع اعتداء إرهابي''.