حلمت بأنني مواطن بدرجة مواطن·· وأني أنهض من فراشي بوداع للأحلام السعيدة·· وأشرب قهوتي على وقع أصوات الكناري والموسيقى الهادئة·· وأغادر إلى عملي وكلي شوق·· أصل دون عناء·· ليس هناك زحمة سير ولا أوجه عابسة تلهث وراء الخبز من الصباح إلى المساء·· بل كلما هناك أوجه بشوشة تبتسم لك دون عناء·· ودون جهد·· ليس هناك ضجيج للسيارات ولا ضجيج للمارة·· الحياة كلها هادئة·· وبعد يوم سعيد·· أعود إلى بيتي·· أجد الحسناء الجميلة في انتظاري·· لا عبوس·· لا مشاكل·· لا معيشة غالية·· لا احتجاج على شيء ما·· أضع قدمي في ماء ممزوج بالملح·· أرتاح·· ووجهها الجميل يدعو لي بالراحة والسعادة·· وطول العمر·· أتناول وجبتي دون وجع ''المصارن''·· دون ألم يذكر·· وأغادر إلى فراشي وقد ودعت اليوم الفائت في انتظار اليوم القادم·· والذي حتما سيكون جميلا·· وفجأة يداهمني النهيق·· ويتسلل بيني وبين أحلامي·· أستيقظ مفزوعا·· وأجد أن الحياة كانت مجرد حلم·· أما الواقع المر فهو وجودي مع هذا الحمار في هذه الحياة المهملة··