أكد أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، في تصريح له بمناسبة انعقاد الندوة الوطنية لرؤساء البلديات التابعين لحزبه: ''إنه بات من الضروري مراجعة قانون الأحزاب السياسية على ضوء التجربة الديمقراطية في الجزائر ووفقا للتطورات التي عرفتها البلاد، كما أنه يجب بالتزامن مع ذلك إجراء مراجعة دقيقة لقانون الجمعيات، ومنع المنظمات والجمعيات غير السياسية من ممارسة العمل السياسي باعتباره مجال نشاط الأحزاب السياسية وحدها، ودفع الجمعيات إلى الالتزام بنشاطها المقيد في قانونها الأساسي''... في الحقيقة، هذا المطلب كان دائما مطلب الجمعيات، التي تريد أن تتقيد بعملها حسب قانونها الأساسي وتبعا لما نص عليه الدستور طبعا، إلى جانب مطالب أخرى كثيرة قد تسهل من عمل الجمعيات وتعمل على تطوير مجالها الحيوي، بل وتحسن من مردوديتها النضالية، بشرط ألا يحاول الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي نقدره كثيرا، وأحزاب أخرى غيره، أن يستغلوا هذه الجمعيات في حملاتهم الانتخابية ككل مرة. نحن نتمنى أن تعمل كل الجمعيات بقانون موحد، يضمن تمويلا عادلا للجمعيات الناشطة والفاعلة، وألا يتم ذلك التمويل استنادا إلى ما تقوم به الجمعية من تأييد لفلان ما أو حزب ما، كأن تعطى مقرات فاخرة لجمعيات فقط لكونها قامت بحملة لفلان مسند في ذلك الحزب·· نعم، نحن ندرك جيدا تلك الفوارق، وندرك بأننا نريد أن تتساوى الحقوق والواجبات أمام كل الناشطين دون تمييز، فالاعتماد دون عرقلة أو تمييز·· الحكم الوحيد هو مدى مصداقية عملها، شفافية تعاملاتها والتزامها بالعمل الاجتماعي الذي يعمل على تغيير واقع الناس·· وصونها لحرمة الوطن التي تصبح خطا أحمر أمام الجميع. من الجيد سيد بلخادم، وأنت رئيس حزب الأغلبية، أن تبذل جهدك في البرلمان لكي تسمى الأحزاب أحزابا والجمعيات جمعيات، ومن الأجدى لكم أن ترسموا حدودا بينهما حتى لا يتم تسجيل أحزاب باسم جمعيات تقوم ضمنيا مقام الأحزاب، كي تعتمد أثناء الفراغ ووقت العجز في تعبئة المناضلين والمؤطرين، الذين لا يطفون على السطح إلا عندما تقترب الانتخابات أيا كان نوعها، بعدما كانوا نائمين وساهين أثناء الأزمات، وعند بروز بوادر التأفف لدى المتضررين من الناس، من أشكال التهميش والتمييز والحفرة.. كلنا كجمعيات، سيدي وزير الدولة، نتمنى، وأنت أكيد تعرف ذلك لأنك رئيس حزب جبهة التحرير العتيد، الجبهة التي وحدت كلمة الشعب من أجل الاستقلال، أن يكون حزبكم رائدا في العمل الاجتماعي الذي يحرر الناس من فقدان الأمل في التنمية المجتمعية، مثلما حررتهم الجبهة سابقا من فقدان الأمل من طرد الاستعمار.. قد يرد عليّ بأن الأمران مختلفان، فتلك جبهة لكل القوى، وهذا حزب لقوة واحدة، ولكني أرد عليهم ربما هو حزب من توجه واحد، ولكنه الآن، هو كتل تتناحر من أجل مصلحة واحدة، ويا ليتها كانت مصلحة الجزائر القوية الأبية المتطلعة للتغيير، التي يحلم بها كل جزائري ويعمل لها الحزب والجمعية.