كشفت دراسة، من إعداد مشترك بين المعهد الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية والمعهد الفرنسي للدراسات الديمغرافية، شملت عينة من 21 ألف شخص، حول مدى اندماج المهاجرين وأبنائهم في سوق العمل، عن تفاوت بين المهاجرين الأوروبيين وأولئك القادمين من المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء· وأشارت الدراسة التي تجرى لأول مرة إلى أن نسبة البطالة في صفوف المهاجرين تقدر ب 10 بالمائة مع تسجيل ارتفاع طفيف مقارنة بالسكان ذوي الأغلبية، مشيرة إلى الفوارق المسجلة بين جالية وأخرى، إذ تبلغ البطالة في صفوف المغتربين المنحدرين من دول أوروبية، كإسبانيا والبرتغال، نسبا جد ضعيفة على التوالي 3 بالمائة و4 بالمائة، فيما ترتفع هذه المؤشرات بالنسبة إلى المهاجرين من أصول جزائرية، حيث تبلغ 15 بالمائة، وذات النسبة تسجل في أوساط المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء· وتشير أرقام الدراسة إلى الأسوأ، عندما تتناول نسب البطالة في صفوف المواطنين الفرنسيين المنحدرين من أصول مهاجرة، إذ تبلغ بالنسبة إلى أبناء الجزائريين والدول المغاربية عموما 17 بالمائة، بينما تتجاوز ال 20 بالمائة في صفوف أبناء المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء· وحول الأسباب التي تقف وراء هذه الأرقام ''السلبية''، من وجهة نظر معدّي الدراسة، طرح باحثو المعهد الفرنسي للدراسات الديمغرافية والمعهد الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية، على العينة سؤالا هل العامل العرقي محدد رئيسي في عملية البحث عن عمل، وهل كان سببا في رفض طلب العمل؟ وكان الرد إيجابيا بالنسبة إلى 7 بالمائة من الرجال و9 بالمائة من النساء الذين مسهم المسح، غير أن هذه النسب ترتفع بشكل لافت لدى الجالية الجزائرية التي تعرف نسبة أكبر قدرتها الدراسة ب 24 بالمائة، تليها الجالية الإفريقية ب 22 بالمائة، ثم تلك المنحدرة من المغرب وتونس ب 19 بالمائة· وحول مستوى الأجور مقارنة بالغالبية السكانية، لفتت الدراسة إلى أن أجر المهاجرين أقل ب 10 بالمائة، عموما، غير أنه هنا - أيضا - تبرز الفوارق العرقية، حيث يتقاضى المهاجرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء رواتب أقل ب 15 بالمائة من السكان الأصليين، يليهم الجزائريون ب 13 بالمائة والأتراك ب 18 بالمائة· من العوامل الأخرى المذكورة في الدراسة التي أدت إلى هذا الوضع، المستوى التعليمي، إذ ذكرت أنه في حين يبلغ المستوى التعليمي لطالبي العمل في صفوف الغالبية السكانية 17 بالمائة، ترتفع فيه النسبة في صفوف المهاجرين إلى 39 بالمائة، رغم أنه وحسب الدراسة -دائما- يتمتع المهاجرون بمستوى تعليمي جيد، لأن الملاحظ في الغالب، أن ذوي المستوى التعليمي يحجمون عن المغامرة بالهجرة إلى دول الشمال·