من غير المعقول أن يتعرض شخص إلى محاولة القتل بعدما تعرّض إلى طعنات قاتلة تسببت له في عجز جسيم وعاهة مستديمة على مستوى رجله بسبب اتكائه على سيارة شخص يعرفه بالحي، وهذا ما جعله يدخل في مناوشات كلامية مع المتهم ووقع ما وقع· جرائم كثيرة تحدث في المجتمع نتيجة أسباب أقل ما يقال عنها أنها تافهة، فالضحية هو مدرب رياضة كان، بتاريخ الوقائع، جالسا بالحي الذي يسكن به بالعاصمة، وخلال ذلك اتكأ على سيارة الضحية، غير أن شخصا تقدم منه وطلب الابتعاد عن السيارة التي هي ملك لشقيقه، وهذا ما رفضه الضحية، لكن ما حدث أن مالك السيارة عندما سمع بما وقع توجه مباشرة إلى الضحية الذي سبق وأن طلب السماح منه، غير أن هذا الأخير انهال عليه ضربا بواسطة سكين كان يحمله بيده ووجه له عدة طعنات في مناطق مختلفة من جسمه نقل على إثرها إلى المستشفى، فيما تم توقيف المتهم (ب· كمال) الذي صرح أنه ليلة الواقعة لم يكن حاضرا خلال المناوشات الكلامية التي حدثت بين أخوه والضحية، وأنه بعد حضوره سمعها، فتوجه مباشرة إلى الضحية وضربه بالسكين، لكن لم يحدد عدد الضربات· كما أضاف المتهم أنه لم يكن يعلم بأنه سيتسبب في كل ما حدث للضحية، حيث أبدى ندمه الشديد لما قام به، وهي التصريحات نفسها التي أكدها أمام قاضي الجنايات أثناء محاكمته بمحكمة جنايات العاصمة بعدما وجهت له تهمة محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وجناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى عاهة مستديمة وكذا جريمة الإخصاء· ومن جهته، الضحية الذي أكد للقاضي أنه فضّل لو أنه فارق الحياة بدلا من البقاء عاجزا، بعدما روى بالتفصيل ما جرى له خاصة بعدما فارقته زوجته، وهو أب لثلاثة أطفال· أما عن الشهود الذين حضروا الجلسة، فقد أجمعوا بأن المتهم (ب· كمال) هو من قام بضرب الضحية في مناطق متفرقة من أنحاء جسمه، بلا رحمة أو شفقة· ومن جهة أخرى، أكد دفاع الطرف المدني أن الجرم قائم في حق المتهم الذي شتت عائلة الضحية ورمّل امرأة في ريعان شبابها وأفقد حياة مدرب رياضة كان يستعمل رجليه، غير أنه فقد إحداها جراء الضربة· والغريب -مضيفا في مرافعته- أن المتهم لم يرحم الضحية وكان بإمكانه أن يتوقف أثناء ضربه الضربة الأولى، غير أنه وبوحشية واصل ضربه كون نيته كانت القتل وإزهاق روحه، غير أن قضاء الله وقدره كتب له حياة جديدة، لكنه -على حد قوله- أصبح مجرد بقايا إنسان، ليطالب في الأخير بتسليط عقوبة السجن المؤبد في حق المتهم·