حاولت أنا وحماري تحليل وضع الحزب العتيق عتاقة الدنيا وما فيها ولكن كل الطرق التي سلكناها في التحليل لم توصلنا إلى شيء·· قلت له·· دعنا منهم·· لقد تعودوا على معارك داحس والغبراء والشجار والعنف والوصولية تجري في عروقهم مثل الدم·· قال·· وجه بلخادم ما يعجبش·· يبدو أنه لا يستطيع ترك الكرسي؟ قلت له ضاحكا·· يا سيدي من يستطع ترك الكرسي في هذا البلد؟ لم يفعلها ولن يفعلها أحد·· قال·· سبحان الله ظهر وجهه كئيبا وهو ينفي ما سمي بالحركة التصحيحية·· قهقهت عاليا وأنا أسمع مصطلح الحركة التصحيحية لأنني تذكرت الحركة السابقة التي صاحبتها العصي والدم·· وقلت له·· يا سيدي قل حركة دموية وليس تصحيحية·· نهق حماري عاليا وقال·· ''لوكان مايضاربوش مايبردوش''؟ قلت له·· العنف أصبح مصاحبا للسياسة·· وهم يمارسون السياسة بالقزول·· عكس ما يقولون إنهم يؤمنون بالصندوق وتبادل الفرص·· شعارهم الوحيد·· ''هنا يموت قاسي''·· وفعلا·· قاسي يموت هنا·· ضحكنا لهذه المعادلة الغريبة ولكنها أكيدة في صفوف الأفلان·· قال حماري·· ربما كل هذا التخلاط بإيعاز من أعدائهم·· ضحكت ضحكا متواصلا وقلت·· هم أعداء أنفسهم يا حماري·· ولا أحد يستطيع الدخول إلى خنادقهم سوى العارفون بقانون اللعبة·· وأظن أن اللعبة وقانونها ومفتاحها كانت بين يدي بلخادم·· والآن·· سننتظر لنعرف أين سيؤول مصير المفتاح ومن سيدير اللعبة؟؟