قال حماري الذي نصّب نفسه متابعا للأحداث السياسية المهمة منها وغير المهمة أنه يتوقع تغييرا في الخريطة السياسية للبلد·· قلت له·· وهذا التغيير من همس لك به أيها الحمار؟ قال ضاحكا·· أنا عندي أذن وعين في الكواليس ليس مثلك؟ قلت له·· طبعا أنا لست مثلك·· لا أحشر نفسي في أمور غيري·· قال·· من لا يصل إلى العنب يقول عنه حامض·· أنا متأكد من أنك لو وجدت أحدا يزودك بأخبار ''هؤلاء'' لن تتوانى لحظة واحدة في سماعها وتحليلها·· قلت له·· ربما أنت محق كل ما هو مخفي مرغوب فيه·· ولكني لا أعرف مصدرا يزودني بالنميمة السياسية، على الرغم من أن الأمر لا يمهني كثيرا لأني لن أكون موضوع الحديث مهما طال الزمن أو قصر·· قال مستهزئا·· هكذا إذن تصمت مثل البراكين النائمة ثم تنطق بكلام عجيب·· تريد أن تكون موضوع الحديث·· يا له من طمع؟ قلت له والقهقهة تكاد تخنق أنفاسي·· ولِمَ لا؟ قال·· أنت والسياسة مثل الماء والنار·· هي باردة وأنت صاحب ''عواطف'' قلت له·· ولماذا ليس العكس·· أنا شفاف مثل الماء والسياسة لاسعة مثل النار·· صمت حماري ثم قال·· لقد أخرجتني من صلب الموضوع يا صديقي·· إني أرى فيما يرى النائم أن الوضع سيتغير·· قلت له·· وأنا أقول لك تصبح على حلم أيها الحمار·· هي مجرد أضغاث أحلام ليس أكثر··