تزامنا مع مهرجان الجزائر للمسرح الدولي، استضاف فضاء ''صدى الأقلام'' الذي ينشطه الكاتب عبد الرزاق بوكبة، مجموعة من المدونين، جاءوا من مختلف الولايات· ''التدوين·· رؤى وأفق''، هو عنوان الجلسة التي استضافت المدونين، قادة زاوي، عمار بن طوبال، إيمان بخوش، سيف الدين سيفو، الطاهر زنودة، جابر حدبون، إضافة إلى مدونين آخرين من الجزائر العاصمة، وقد نشط جلسة النقاش المدون يوسف بعلوش الذي ناب عن المنشط الرئيسي للفضاء الكاتب عبد الرزاق بوكبة· ولئن كان الهدف من الجلسة هو البحث عن جيل جديد من المدونات المتخصصة، من شأنها أن تذيب الجليد بين عالم المدونين وجمهورهم عبر الشبكة الإلكترونية، وعالم المسرح، فإن جل النقاش أعاد أسئلة التأسيس الأولى، التي تمحورت حول تعريف المدونة والفرق بينها وبين الموقع الإلكتروني، والفرق بين المدون وصاحب المدونة، وهل كل من يمتلك مدونة هو مدون بالضرورة؟ ولئن أخذ المحور الأول حيزا كبيرا من النقاش، فإن المهم هو فتح النقاش في حد ذاته، حيث كان هذا اللقاء الثاني للمدونين بعد لقاء سابق يوم 27 سبتمبر الماضي بمقر يومية ''وقت الجزائر'' الذي كان فاتحة للقاءات مثل هذا النوع، ويأتي اللقاء الثاني هذا الذي احتضنه المسرح الوطني من أجل التأسيس لجيل ثان من المدونات المتخصصة تزيل الحاجز بين المسرح وعالم التدوين، حيث طرحت الفكرة بالفعل في انتظار تجسيدها على أرض الواقع· لكن النقاش الذي جمع الكثير من المدونين من مختلف جهات البلاد، بدا أنه بين المدونين أنفسهم في غياب المسرحيين الفاعلين الذين لم يحضروا النقاش، وحتى القليل الذي حضر منهم بدا أنه غير مطلّع أصلا على عالم التدوين، وهو لا يفرق بين المدونة الإلكترونية والتدوين ككتابة وتأريخ· ويأتي هذا اللقاء في إطار البرنامج الجديد لفضاء ''صدى الأقلام''، حيث تقرر أن يكون اللقاء الأخير من كل شهر مخصصا للنقاشات والندوات الجماعية، ومن شأن لقاء آخر بين المسرحيين والمدونين أن يدفع بالنقاش خطوة إلى الأمام بحثا عن علاقة تكاملية بين عالم المسرح وعالم المدونين· 3 أسئلة إلى الطاهر زنودة، مدون: ''الجزائري لا يملك ثقافة التدوين'' ألا ترى أن نقاشكم حول التدوين، يدور حول أسئلة التأسيس الأولى رغم مرور سنين عديدة على بروز الظاهرة؟ إنها نفس الأسئلة ونفس اللقاءات ونفس الأفكار تدور مع نفس الأجوبة ونفس الأشخاص· وما زلنا نسأل: ما هو التدوين؟ وما هي الروابط بين المدونات المعربة والمدونات المفرنسة؟ وهل توجد قطيعة بينهما أم لا توجد، فنحن فعلا لم نبرح هذه الأسئلة التي أصبحت ذات إجابات بديهية· وهل تعتقد أننا لم نستوعب بعد ثقافة التدوين، وأن ذلك هو سبب دوراننا حول الأسئلة نفسها؟ فلسفة التدوين لم تترسخ بعد عند عموم المثقفين الجزائريين، فنحن نتناقش مع مثقفين جزائريين، ومن البديهي أن أي مثقف يسعى إلى استخدام التقنية، يزاوج من خلالها بين الأصالة وبين الحداثة، ويحاول أن يبلّغ رسالته وآراءه باستعمال هذه التقنية الجديدة·· هل يمكن إطلاق مدونة مسرحية في إطار المدونات المتخصصة التي كثر الحديث عنها مع الجيل الثاني للتدوين؟ للأسف، فإن المسرح الجزائري قليل الحضور على الشبكة، وأعتقد أن مدونة تهتم بالمسرح تكون بمثابة بديل حقيقي للإعلام التقليدي الذي لم يتمكن من إيصال رسالة المسرح إلى شرائح أوسع من الناس، وترسيخ ثقافة المسرح في المجتمع الجزائري، وأعتقد أن المسرح الوطني لو يخصص في إطار موقعه الإلكتروني مدونة يساهم فيها كل المهتمين بالمسرح، ستكون أروع فكرة لجلب أكبر عدد من الجمهور من الأجيال الجديدة·