استضاف فضاء ''صدى الأقلام'' بالمسرح الوطني محيى الدين بشطارزي مساء أول أمس في موسمه الخامس بعد فترة من الانقطاع؛ الكاتب والشاعر لزهاري لبتر الذي قدم كتابه الجديد الموسوم ب''الملعقة'' الصادر مؤخرا عن دار النشر الفرنسية ''زليج'' في حوالي 92 صفحة، حيث استهله صاحبه بافتتاحية من إمضاء الروائي ياسمينة خضرا. وقال ضيف ''صدى الأقلام'' وصاحب ''نوفمبر يا حبيبتي''، إن كتابه سوف يعرف طبعات أخرى باللغتين الأمازيغية والإيطالية، مؤكدا أن إصداره عبارة عن مجموعة من الحكايات التي سمعها عن والده وهو صغير، حيث تخللت تلك الحكايات عبارات ''أبي يحكي'' و''أتذكر أن أبي حكى...''. مضيفا أنها بعيدة كل البعد عن السيرة الذاتية التي تطبعها ميزات خاصة، حيث تدور الأحداث في مجملها حول والده الذي كان يعمل ''وقافا'' بإحدى البلديات التابعة للإدارة الفرنسية إبان الحقبة الاستعمارية حيث كانت مهمته تكمن في توزيع المياه على الواحات بطريقة عادلة كل حسب مساحته، وهو العمل الذي أعجب به الابن ودفعه إلى إطلاق اسم ''عبقري الماء'' على والده، كما أوضح أن الدافع لكتابته لهذه القصة هو الإفصاح عن كلمة الحب التي غابت عن شفاهه ولم يبح بها لوالديها بسبب ''حيائه منهما'' رغم الحب الكبير الذي كان يكنه لهما والتي اعتبرها مسألة عامة في المجتمع الجزائري. أما عن علاقة العنوان بالقصة فقال لزهاري إن الملعقة هي الشيء الوحيد الذي ورثه عن والده الفلاح، كما أنها حنان للجو الأسري رفقة والديه؛ ولم تكن قط حنينا للفترة الصعبة والقاسية التي كانت فيها الجزائر تعيش تحت وطأة الاستعمار الفرنسي. من ناحية أخرى، أكد لزهاري لبتر على أهمية استثمار الحكاية الشعبية في الأدب والمسرح؛ وذلك حتى يكون لهما وقع محلي ذا بعد إنساني، مشيرا إلى مشكلة النشر في الجزائر والصعوبة التي يتلقاها الناشر الذي يفتقد للدعم المادي والمعنوي. ومن جانبه أوضح الشاعر والإعلامي عبد الرزاق بوكبة الذي ينشط فضاء ''صدى الأقلام'' أن هذا الأخير يدخل في موسمه الجديد بطموح أكبر بهدف ردم الهوة بين الكتابة والمسرح وجعلهما كلا متكاملا باعتبار أن المسرح بحاجة إلى من يكتب له، كما أن الكاتب بحاجة إلى من يسمع له من غير الكتاب الورقي، مضيفا أن هذا الحقل سيكون بمثابة مسعى حقيقي لنفض الغبار عن التجارب الجادة في المسرح والشعر والرواية، منوها بأهمية هذا الفضاء الذي استطاع تقديم عشرة نصوص للمسرح، وذلك فيما أكد المدير الفني للمسرح الوطني إبراهيم نوال في مداخلته على أهمية المسرح الذي اعتبره وسيطا ثقافيا واجتماعيا وشريكا للأدب والإبداع، على حد تعبيره.