مكنتنا، جولتنا، إلى مختلف طوابق وأركان المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، من التأكد من أن المسرح ليس مجرد ركح يحتضن العروض المسرحية التي تبرمج من حين لآخر، وأن العمل في مسرح بشطارزي لا يقتصر على ركح واحد فقط، بل كل طوابقه وجتحته أصبحت خشبات مسرح تعيش، يوميا، على وقع نشاط دؤوب ومتواصل، يصنعه المسرحيون والإداريون والإعلاميون والمسؤولون على مدار اليوم· الشيخ بن قطاف·· ''المايسترو'' المنهمك إتجهنا، في البداية، إلى مقر محافظة مهرجان المسرح المحترف.. دخلنا مكتب مدير المسرح الوطني محمد بن قطاف.. وجدناه مستغرقا في قراءة نص مسرحية ''التمرين'' التي سيخرجها في المسرح الوطني رفقة ''لانش'' الفرنسية والمخرج الفرنسي ''إيفان ريموف'' وذلك في إطار اتفاقية للتعاون والتبادل.. بعد أن شكر ''الجزائر نيوز'' على هذه المبادرة التي من شأنها أن تعطي تفاصيل أكثر للقارئ بشأن عمل المسرح، مكننا من رؤية بعض الأعمال المسرحية التي تجاوزت العشرة، والتي وصلته عبر البريد للإطلاع عليها وإبداء رأيه فيها، وأضاف الشيخ بن قطاف، كما يلقبه عمال المسرح، أن مهمته، حاليا، كمدير للمسرح، ليست نفسها كما من قبل، عندما كان ممثلا ومخرجا، فالأعمال، الآن، تزداد ويجب إنجازها بإتقان· خلية الإعلام ·· خلية نحل تركنا الشيخ بن قطاف منهمكا في الإعداد لبرنامج سنة 2010 2011 الذي سيكون حافلا بالمفاجآت كما وعدنا، خرجنا من المكتب لنصادف بالإعلامي والشاعر عبد الرزاق بوكبة المشرف على فضاء ''صدى الأقلام'' في الخارج، وعلمنا أنه في المسرح لتحضير الموعد الجديد الذي تغير من الثلاثاء إلى السبت.. ليس بعيد عن عبد الرزاق بوكبة لمحنا ''سفيان'' أحد أعضاء خلية الإعلام في المسرح غارق في في ملفاته وأوراقه، سألناه عن عمله فأخبرنا ''أنا الآن بصدد التحضير للملف الصحفي اليومي، وتكمن مهمتي، الآن، في قراءة الصحف الوطنية، وجمع المقالات أو الأخبار المنشورة في اليوميات الوطنية والخاصة وجمعها في ثلاث ملفات منفصلة، الأول متعلق بكل نشاطات المسرح الوطني والأخبار المتعلقة به، والثاني الأخبار المتعلقة بالمسرح بشكل عام، أما الثالث، فيتعلق بالنشاطات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة أو بعد ذلك توضع في الأرشيف، يضيف فتح النور· أما سهام، وفي المكتب المحاذي لسفيان، كانت تحضر ملفات الجمعيات والتعاونيات المسرحية التي جمعها المسرح الوطني الجزائري من أجل تقديمها لوزارة الثقافة قصد الحصول على الدعم المالي.. ودعنا سفيان وسهام، بالإضافة إلى عبد الرزاق وهممنا بالخروج لنصادف ''خديجة'' من العاملين في المسرح الوطني أيضا وصلت للتو من مقر الخطوط الجوية الجزائرية، حيث تكفلت بتذاكر السفر الخاصة بالتونسية دليلة فرحاني .. كما التقينا أيضا بالطاهر المكلف بتحضير معرض أزياء المسرحيات القديمة التي عرضت في المسرح الوطني الجزائري، والذي سيكون في بهو قاعة الإستقبال· عمل متواصل على الخشبة قبل العرض من محافظة المهرجان، نزلنا إلى القاعة الكبيرة، ومنها إلى الخشبة حيث وجدنا مجموعة من تقنيي المسرح الوطني الجزائري في تحضير آخر الرتوشات على ديكور مسرحية ''كيشوت'' التي لا يفصلنا عن عرضها الشرفي سوى أيام قليلة، تحدثنا مع زكريا المكلف بالإضاءة، وعمي بوعلام على الخشبة، بالإضافة إلى لخضر.. هؤلاء الذين أكدوا أن العمل على الخشبة يبدأ في الصباح الباكر من أجل السماح للممثلين بالعمل براحة بعد التحاقهم بالمسرح ·. أما المخرج شوقي بوزيد فقد كان يتابع كل صغير وكبيرة· براهيم نوال والشكولاطة عدنا إلى المحافظة وتصادف ذلك مع وصول إبراهيم نوال، محافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف مع المخرج الفرنسي إيفان ريموف، ومجموعة من الممثلين الفرنسيين الذين سيشتغلون في مسرحية ''التمرين'' وبعد أن وزع الشكولاطة على الحضور، دخل لإلقاء التحية على بن قطاف رفقة إيفان، في تلك الفترة إستغلينا الفرصة للحديث مع الممثلين الذين أكدوا أن إقامتهم في الجزائر على أحسن ما يرام، وأنهم أعجبوا بالجو السائد والذي كان مشمسا عكس فرنسا حيث تركوا الجو بارد جدا، وبخصوص الجو بالمسرح الوطني فقد أكدوا أن عمال المسرح الوطني كلهم أصدقاء، وظروف العمل جد ملائمة لأي واحد· رافقننا نوال وإيفان إلى مكتب المدير وكان إلى جانبهما كل من عباس محمد إسلام الذي يشتغل مساعد مخرج في المسرحية، بالإضافة ليحيى بن عمار، أيضا، كسينوغراف في المسرحية، أربعتهم في نقاش حول تفاصيل المسرحية التي سيتم بدء العمل فيها على الخشبة في أسبوع على الأكثر· الحاج عمر في ''نزهة مع الغضب'' صعدنا إلى الطابق الرابع حيث تتواجد قاعة الحاج عمر، أستاذننا ''جمال قرمي'' للدخول بعد أن شرحنا له الفكرة وسمح لنا بالدخول والجلوس معهم لحضور تحضير المشهد السابع من مسرحية ''نزهة مع الغضب'' لمؤلفها نبيل عسلي والتي تم اكتشافها في فضاء ''صدى الأقلام''، حيث كان الجو جد مميزا· وفي حدود الساعة الرابعة بعد الزوال كانت وجهتنا القاعة رقم 80 المخصصة لقراءة النصوص وتغيير الملابس، حيث كان كل من الممثل العراقي فاضل عباس والممثل الجزائري من المسرح الجهوي لباتنة كمال زرارة اللذان يمثلان الدورين الأساسيين في المسرحية: ''كيشوت'' و''سانشو'' على موعد مع الشاعر عبد الرزاق بوكبة لتصحيح بعض الأخطاء اللغوية التشكيلية التي يمكن أن يقع فيها الممثل أثناء الأداء على الخشبة، هذه الجلسة التي استغرقت حوالي ساعة ونصف، إستطاع فيها بوكبة أن يصحح بعض الأخطاء التشكيلية لكلا الممثلين· وقت الجد حان كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة السابعة مساء (توقيت العرض الشرفي للمسرحية) حيث اجتمع كل الممثلين والتقنيين مع المخرج على الخشبة، لأداء عرض مكتمل، بعد التمرن على كل مشهد على حدة، وقد أكد المخرج لكل الممثلين أنه لن يوقف أي أحد عن العمل حتى وإن أخطا، وأنه سيتم أخذ تلك النقاط على الورق وسيتم عرضها وتصحيحها في اجتماع الغد، ولكن لسوء الحظ لم يفي بوعده فقد توقف العرض لحوالي 20 دقيقة بسبب خلل تقني، إلا أن الممثلين والمخرج تحلوا بالصبر إلى أن تم تصحيح الخلل ثم واصلوا العرض الذي يعد بمفاجآت للجمهور·