أوصى تقرير أعده خبراء بالمجلس الأعلى للاندماج في فرنسا برفض مطالب وصفها ب ''المتزايدة'' للطلبة المنحدرين من أصول مغاربية وإفريقية، أي المسلمين بصفة عامة، ودعا المؤسسات التربوية إلى فرض احترام الطابع العلماني لمؤسسات الجمهورية برفض تلبية مطالب كتوفير اللحم الحلال في المطاعم المدرسية، وحذف بعض المواد من المقررات الدراسية المرتبطة مباشرة بعقيدة المهاجرين· وادعى التقرير الذي نشرت مقتطفات منه صحيفة ''لوجورنال دو ديمونش'' المرتقب تسليمه إلى الوزير الأول ''فرانسوا فيون'' قريبا، وجود ''مشاكل متنامية بسبب مطالبة طلبة من أبناء المهاجرين بتوفير اللحم الحلال لهم في الوجبات المدرسية، وبسبب الاعتراضات التي يجدونها لدى تدريس بعض المناهج مثل الأديان والحرب الفرنسية في الجزائر، والأحداث المتعلقة بالفلسطينيين والإسرائيليين والأنشطة العسكرية الأمريكية في دول مسلمة، وكذلك مواضيع كالهولوكوست والحروب الصليبية والنشوء والارتقاء''· وحث محررو التقرير مسؤولي قطاع التربية الفرنسي على رفض مطالب التلاميذ المسلمين من منطلق إجبارهم على تقبل المبادئ العلمانية التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية· بالمقابل، ذكر المرجع ما أسماه ''الضغوط التي يواجهها المدرسون من قبل الأبناء الجالية المسلمة، إذ أصبحوا يجدون صعوبة في مقاومتها''، وأوصى المجلس في تقريره بأنه ''يجب أن نؤكد الآن علمانيتنا وندرب المدرسين على كيفية التعامل مع مشاكل محددة تتعلق باحترام هذه المبادئ''· وقال باتريك جوبرت رئيس المجلس الأعلى الذي حاورته الصحيفة، إن مجلسه ''قرر دراسة تكيف الطلبة من خلفيات مهاجرة مع النظام التعليمي في البلاد، لأن ذلك في قلب التحديات التي يتوجب على المجتمع الفرنسي مواجهتها''، مضيفا أن ''مبدأ العلمانية يؤدي جديا إلى جعل الدين مسألة نسبية، وهذه ثورة فلسفية لا تقرها الأديان إلا بصعوبة بالغة''· وقد يزيد تقرير المجلس الأعلى للاندماج من لهيب الجدل الدائر في فرنسا حول مسألة الهوية والقوانين التي أقرتها الحكومة الفرنسية -مؤخرا- لتحجيم مظاهر التدين، خاصة لدى المسلمين، منها منع ارتداء البرقع في الأماكن العامة والذي يعرض المخالفين له إلى غرامات مالية· وقد سبق وأن منعت الحكومة إبراز المظاهر العقائدية في لباس التلاميذ والطلبة في المؤسسات التربوية، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل عنيفة، غير أنه تم إخمادها بإصرار الحكومة على تطبيق قانونها·