أصبح، الإرهابيون الموريتانيون، يشكلون معادلة صعبة في حسابات العسكريين في دول الساحل الإفريقي، فبالإضافة إلى تحولهم إلى قادة روحيين للتيار السلفي الجهادي، وتمويلهم لمختلف الجماعات الإرهابية النشطة في الصحراء، وسعيهم للإستيلاء على التنظيم الإرهابي المسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، تحول هؤلاء إلى تنفيذ العمليات الانتحارية التي كانت تقتصر على الجماعات الإرهابية في المغرب والجزائر· فقد أقدم، مساء يوم السبت، شاب موريتاني في ال 27 من عمره، على تفجير نفسه قرب السفارة الفرنسية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث جرح موظفان في السفارة، وتعتبر هذه، العملية الانتحارية الأولى من نوعها في موريتانيا، التي بدأت تعرف تصاعدا في نشاط الجماعات الإرهابية منذ عامين، المنتمية لما يسمى ب ''تنظيم القاعدة في بلاد المعرب الإسلامي''· وعقب هذه العملية، صرح الكاتب الأول بالسفارة الفرنسية لوكالة الأنباء الفرنسية، مارك فلاتو، أن الانتحاري من مواليد 1987، بنواكشوط، كان محل بحث، وهو ينتمي للحركة الجهادية بموريتانيا، فجر حزامه الناسف قرب السفارة الفرنسية في حدود الساعة السابعة مساءً، حسب التوقيت المحلي لنواكشوط، ما أدى إلى إصابة دركيين فرنسيين بجروح طفيفة، نقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج، مضيفا أن حالتهما النفسية متدهورة، بسبب الصدمة· في نفس الإطار، فتحت المحكمة الفرنسية لمكافحة الإرهاب بباريس، تحقيقا في هذه العملية الانتحارية، حسب ما أكده مصدر قضائي فرنسي، وقد أوكلت مهمة التحقيق إلى المديرية المركزية للإستعلامات الداخلية· كما أعلنت الشرطة الموريتانية تسجيل إصابة واحدة، تتعلق بسيدة موريتانية أصيبت، هي الأخرى، بجروح طفيفة، حيث كانت متواجدة بالقرب من مسرح العملية على متن سيارتها. وأكد أحد المسؤولين بالشرطة الموريتانية أن عملية البحث جارية عن عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يرجح بأنها دخلت العاصمة نواكشوط في الساعات الأخيرة، لتنفيذ عمليات انتحارية ضد رعايا أجانب، وهيئات رسمية· ويتزامن تنفيذ هذه العملية مع حملة المطاردة الواسعة التي يشنها الجيش الموريتاني ضد أربعة فارين ممن تورطوا في قتل رعية أمريكي في نواكشوط، حيث يحتمل أن يكونوا قد فروا باتجاه الجزائر قصد الالتحاق بصفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال·