اعتبرت السلطات الأمنية في موريتانيا، أن أكبر المستفيدين في دول الساحل الإفريقي، من تسليم الإرهابي مختار بلمختار نفسه للسلطات الأمنية في الجزائر، هي الدولة الموريتانية.أوضح مصدر أمني موريتاني، أن السلطات الأمنية في موريتانيا تتابع بفارغ الصبر أطوار قضية تسليم الإرهابي مختار بلمختار المعروف ب ''لعور'' نفسه لقوات الأمن الجزائرية. وتنتظر موريتانيا من الجزائر إمدادها بمعلومات عن الخلايا النائمة للتيار السلفي في موريتانيا وخاصة في العاصمة نواكشوط التي تعتقد هذه الأخيرة بأن بعض المتعاطفين مع ''القاعدة'' يعيشون بها، وهذا بغية تطويقها والسعي للقضاء عليها في إطار مكافحة الإرهاب، خاصة مع الأحداث الإرهابية التي شهدتها موريتانيا بعد تعرض مصالح أجنبية لتفجيرات إرهابية. ويتواجد بلمختار البالغ من العمر 37سنة -حسب معلومات استخباراتية- عند قبائل الأجواد والبرابيش في شمال مالي، بعد أن تعقدت إصابته بمرض السكري واضطر لإجراء عملية جراحية على عينه في إحدى مدن مالي، وأصبح مطلوبا من دول وعصابات إجرامية وجماعات إرهابية ترغب جميعها في الاقتصاص منه. وقال المصدر الأمني، إن ''موريتانيا ستكون مستفيدة بدرجة كبيرة عندما يسلم بلعور نفسه للسلطات الجزائرية، لأنه من المتوقع أن تزود الجزائر موريتانيا باللائحة الكاملة للمنتسبين إلى التنظيم الإرهابي، بعد التحقيقات مع القيادي في السلفية الجهادية، وبالتالي يمكن القضاء نهائيا على الناشطين المسلحين في التيار''. كما تجد أجهزة أمن دول معنية بمكافحة الإرهاب في دول الساحل الإفريقي في بلمختار، مفتاح أية عملية عسكرية للقضاء على إمارة الصحراء التابعة لقاعدة المغرب، باعتباره من مؤسسي نواة الجماعة الإرهابية الأولى التي نقلت العمل الإرهابي المسلح من شمال الصحراء الجزائرية إلى شمال مالي والنيجر بمعية ''أبو محمد'' وأبو إسحاق الأفغاني، اللذين تم القضاء عليهما في الهجوم على ثكنة المغيطي في موريتانيا عام 2005كما أجرى مختار بلمختار في منتصف التسعينات، عبر مفتي الجماعة الإرهابية في الصحراء الذي أرسل إلى السودان سرا، أول اتصال بين الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية وقائد تنظيم القاعدة الدولي أسامة بن لادن.