ندد سكان مدينة عين بسام بالحالة الكارثية التي آلت إليها السوق المغطاة بسبب الانتشار الكبير للأوساخ والنفايات، التي تحوّلت إلى شبه مفرغة عمومية، هذا بالرغم من الطابع الاقتصادي والزراعي الذي تتميز به ذات المدينة· وتميز هذا السوق بنشاطه التجاري المهم، لكن سياسة الإهمال واللامبالاة حوّلت هذا السوق إلى مجرد مزبلة عمومية كبيرة تنبعث منها الروائح الكريهة جراء الأوساخ المتناثرة هنا وهناك، وبالخصوص في الواجهة الأمامية مقابل المسجد الصغير، حيث تتكدس أكوام من الأوساخ بكل أنواعها وأشكالها، وأكثر ما يشد انتباه المواطنين الذين يتوافدون إلى هذا السوق هو أن المدخل الرئيسي أصبح الأكثر انتشارا للنفايات، بما فيها عدم تنظيم المكان المخصص لبيع السمك، حيث تنبعث منه روائح لا تحتمل، وبرك المياه القذرة تنتشر على طوله· وفي السياق نفسه، فإن الواجهة الخلفية للسوق المغطاة أصبحت في الآونة الأخيرة عبارة عن مرحاض عمومي لطخ الجو العمراني والحضري للمنطقة، وهذا ناتج عن غياب مرحاض بداخل السوق، حيث في السنوات السابقة كان السوق يتوفر على مرحاض، لكن تم تنحيته وحوّل إلى محل تجاري· وأكثر ما زاد الوضع تأزم، أن المكان الحالي الذي تحوّل إلى مرحاض عمومي في الهواء الطلق يقابل تماما واجهة المدرسة المجاورة· يحدث هذا أمام أعين المسؤولين المحليين، دون أن يقوموا بأي مبادرة لإنجاز مرحاض عمومي في عين المكان، علما أن مدينة عين بسام بأكملها لا تتوفر على مرحاض عمومي واحد، ما جعل المواطنين يلجأون إلى المقاهي لقضاء حاجاتهم البيولوجية، ويزداد الوضع تعقيدا لفئة النساء· وفي هذا السياق، وغير بعيدا عن السوق المغطاة، وأمام المسجد الصغير، وفي ظل غياب مسمكة، فإن باعة السمك يعرضون سلعهم على الرصيف دون احترام أدنى شروط النظافة، حيث يتواصل بيع السمك إلى غاية الرابعة مساء معروضة تحت أشعة الشمس والغبار خاصة، كما تولد أوساخ كثيرة وروائح لا تطاق تنبعث منها على طول الشارع الرئيسي الذي يعتبر الأكثر توافدا للمواطنين بوسط المدينة، والتجار لا يكترثون في تنظيف المكان في الفترات المسائية، ولا أحد من المسؤولين تحرك، هذه الحالة تشكل خطرا على صحة المواطن في ظل غياب الرقابة· ومن جهة مقابلة، أصبحت التجارة الفوضوية تغزو مدينة عين بسام، فالشارع الرئيسي، وعلى جهتي الطريق، نجد من جهة عدد كبير جدا من مركبات نقل البضائع مصطفة واحدة تلوى الأخرى، ومن الجهة الأخرى التجار الفوضويون الذين احتلوا الأرصفة، ما دفع بأصحاب المحلات إلى غزوهم كذلك للأرصفة بمختلف أنواع سلعهم، الأمر خلق فوضى عارمة ويعرقل سير الراجلين والمركبات على حد سواء· كل هذه التجاوزات والممارسات غير القانونية أعطت وجها محتشما وغير حضريا لمدينة عين بسام التي تعتبر أرقى مدينة بالبويرة·