أفضت التحقيقات التي قادها خصوم بلخادم لمعرفة مصدر تزوير البيان الأخير الصادر باسم محمد صغير قارة، منسق حركة التقويم والتأصيل المنبثقة عن جبهة التحرير الوطني، إلى اكتشاف الشخص الكامن وراء ذلك واسمه ''مبارك· ش'' يقطن بشارع فرحات بوسعد بالعاصمة، وهو ما اعتبره خصوم بلخادم انفلاتا تاما للأوضاع من بين يديه· نزل بيان إلى قاعات التحرير مساء الخميس الماضي، يتضمن تقريرا حول اجتماع أقامته حركة التقويم والتأصيل التي انشقت عن جبهة التحرير الوطني، ووقع على مضمونه العديد من الوجوه المحسوبة على الأمين العام عبد العزيز بلخادم، في خطوة غير منتظرة توحي بأن رقعة التمرد قد اتسعت في الحزب، وعلى رأس الكوكبة محمد بوعزارة، المعروف ببقائه إلى جانب الأمين العام في رحى الصراع الدائر· ونزل البيان أيضا مباشرة بعد تصريح عضو المكتب السياسي عبد الحميد سي عفيف، بأن بلخادم استقبل من طرف رئيس الجمهورية· مصادر من حركة التقويم والتأصيل لا تفصل بين الحادثتين وتعتبر تصريحا من هذا القبيل على لسان رجل مثل سي عفيف، وإصدار بيان باسم محمد الصغير قارة، يتضمن توقيعات من رجال محسوبين على بلخادم، ''مناورة غير نضالية هدفها تضليل القاعدة من جهة التي اكتشفت خراب بيت الأفلان بقيادة الأمين العام الحالي، الذي أوكل مهمة الناطق الرسمي للحزب إلى سي عفيف، من أجل إعلان استقبال بوتفليقة لبلخادم، ومن جهة ثانية محاولة لتكسير الحركة''· هذا، وفند قارة محمد الصغير، إصدار أي بيان عن أي اجتماع في ال 48 ساعة الأخيرة، موضحا ''لقد انكشفت الخطة، كانوا يريدون تضليل الإعلام ومنه الرأي العام لنشر البيان، حتى يتم لاحقا تكذيب الأسماء المحسوبين على بلخادم لمضمونه، وبالتالي ضرب الحركة في نفس الوقت وتلفيق تهمة استعمال الأسماء من طرفها''·