تنشط حاليا مجموعة كبيرة من المثقفين المصريين على ''الفايس بوك'' أكبر موقع تفاعلي على شبكة الأنترنت حملة تهدف إلى جمع ألف كتاب من مختلف الأنواع والتي ستقدم كهدية للجزائر، داعين نظرائهم الجزائريين إلى جمع 1000 كتاب لمكتبة الإسكندرية من أجل دعم أواصر الصداقة الثقافية بين الجزائر ومصر ومحو أثار الأزمة التي تلت أحداث القاهرة قبل سنة كاملة· يؤكد المنظمون الذي يتواجد على رأسهم خالد عزب الذي يشغل منصب مسؤول الإعلام في مكتبة الإسكندرية في بيان لهم صادر نشر على صفحة الحملة في الموقع، أن الكتب التي ستجمع من الجانب المصري ستقدم إلى سفير الجزائر بمصر من أجل إيصالها إلى الجزائر. من جانب آخر، دعت الكتاب والمثقفين والناشطين في الجزائر إلى جمع نفس العدد، أي ألف كتاب التي ستكون لمكتبة الإسكندرية، من أجل دعم أواصر المحبة والصداقة الثقافية بين الجزائر ومصر· كما أكد الكاتب والروائي الجزائري أن هذه الدعوة جميلة في مغزاها ورمزيتها، وأنه من خلال زيارته لمكتبة الإسكندرية وحسب رأيه لا تحتاج إلى ال 1000 من الجانب المادي، فقد استقبلت فقط في السنة الماضية 500000 ألف كتاب من أكبر مكتبة بالعاصمة الفرنسية باريس، لكن من الجانب المعنوي وتوطيد العلاقات الثقافية بين الشعبين فهي جد مفيدة، ويضيف واسيني الأعرج الذي قبلت روايته الأخيرة ''بيت الأندلسي'' للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية والتي رشحت من طرف منشورات الجمل اللبنانية، أن المشهد الثقافي الجزائري والمثقفين بحد ذاتهم يمكن أن يستثمروا في هذه المبادرة من أجل تعريف الشعب المصري والوسط الثقافي بالجزائر وأعلامه، ويمكن أن تكون كتب التاريخ خاصة الصادرة منها حديثا ذات فائدة كبيرة في إيصال التاريخ المشترك الذي عانى منه المغرب الكبير إلى المشرق العربي، أيضا في مجال السياحة والمعالم التاريخية والفن الجزائري عن طريق ''الكتب الفاخرة''، حيث صدرت الكثير منها في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية وأيضا في تظاهرة المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي نظم بالجزائر، هذه الكتب التي تحمل في معظم الأحيان صورا وتعريفات بالمعالم الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها الجزائر· ردود محمد ساري روائي أعتقد أن هذه المبادرة الصادرة عن مثقفين مستقلين أمر جميل، وأنا في الأصل كنت ومازلت ضد المقاطعة الثقافية بين الشعبين، وكنت ضد تغييب دور النشر المصرية في صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الأخيرة، وأمضيت مع الممضين على بيان يندد بذلك، فأنا مع الحوار من أجل تجاوز الخلافات مهما كانت والمثقف من الواجب عليه أن يدعو إلى الحوار ويشجع على ثقافة التحاور· والقطيعة الثقافية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون حلا بل هي مشكلة في حد ذاتها، ومثل هذه المبادرة الأخيرة التي تبناها مثقفون مصريون مستقلون أنا معها وهي إحدى سبل الحوار الثقافي كما أراه· سعيد جاب الخير كاتب صحفي شيء جميل هذا الذي يحدث، وهي مبادرة أراها جيدة من أجل تقوية الروابط الثقافية بين الشعبين بغض النظر عما حصل من خلافات، وفي كل الأحوال لا ينبغي أن تكون الثقافة هي من يدفع الثمن في مثل هذه الأزمات التي حصلت والتي يمكن أن تحصل، ولا ينبغي أن ندس رؤوسنا في الرمل مثل النعامة· والقاهرة رغم كل شيء تبقى هي القاهرة، كما أن الجزائر هي الجزائرودمشق هي دمشق، وإن حدثت أزمة بين الجزائر وسوريا لا يمكن لنا أن نعاقب أو نقاطع دمشق الثقافية ولا ينبغي أن نفعل ذلك مع القاهرة، ولا يمكن أن نحمّل كل الشعب المصري مسؤولية التجاوزات التي قام بها البعض من الذين أساءوا إلى الجزائر وتاريخها والذين يجب أن يعتذروا رسميا، ولا يمكن أن يكون كل المصريين موافقين على ما حدث من تجاوزات قامت بها أقلية·