توفي، أول أمس الخميس، المعارض المغربي أبراهام السرفاتي، بمستشفى بمراكش (320 كلم من الرباط) عن عمر يناهز 84 سنة، حسبما علم لدى عائلته، بعد مرض صدري واضطرابات في الذاكرة. وأمضى أبراهام السرفاتي الذي كان عضوا بالحزب الشيوعي المغربي وبالجماعة الماركسية اللينينية ''إلى الأمام'' ما يقارب 17 سنة في السجن بالقنيطرة (40 كلم شمال الرباط) لدعمه جبهة البوليساريو في كفاحها من أجل استقلال الصحراء الغربية. وكانت السلطات الغربية أوقفته في 1972 وأذاقته شتى أنواع التعذيب. كما حكم عليه بعد إقامته في السرية لعدة أشهر في أكتوبر 1977 بالسجن المؤبد بتهمة ''التآمر ضد أمن الدولة''. وفي سنة 1991 أطلق سراحه بعد تنظيم حملة دولية هامة لصالحه عندما قرر الملك الراحل حسن الثاني تحرير المعتقلين السياسيين ''لسنوات الرصاص''. وفور إطلاق سراحه تم طرده من المغرب نحو فرنسا ليسمح له بعد خمس سنوات من العودة إلى الديار. وكان السرفاتي، على الرغم من انحداره من عائلة يهودية رحلت من إسبانيا بعد سقوط غرناطة عام ,1492 مناهضا للصهيونية، وسبق له أن قال إنه لن يزور فلسطين إلا عند قيام الدولة الفلسطينية. وقال عبد الحميد أمين، نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الذي أمضى وقتا في السجن مع السرفاتي، إن الأخير تعرض لتعذيب وحشي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ولكنه كان قويا وتحدى معذبيه، وهو في الاعتقال وأثناء المحاكمة. وقال المناضل اليساري محمد صبار من جمعية منتدى الحقيقة والعدالة: ''لا يمكن التحدث عن تجربة الحركات اليسارية التي نشطت في الخفاء في المغرب دون التحدث عن هذا المعارض لنظام الحسن الثاني''.