رضخت الجماعة السلفية للدعوة والقتال لمطالب سكان عرش آث جناد، وأطلقت سراح الشاب المختطف المدعو ''سليمانة عمر'' البالغ من العمر 35 سنة، بعد ثمانية أيام من الاحتجاز، دون أن يدفع أهل الضحية فدية أو أي مقابل آخر· ويأتي إطلاق سراح الشاب سليمانة عمر، إثر الهبة الشعبية القوية والتضامن الكبير الذي ساد المواطنين منذ تاريخ الاختطاف، إذ رفع المواطنون التحدي أمام الإرهابيين، وحققوا أهدافهم كاملة وركعّوا الإرهابيين مرة أخرى، ولم تجد الجماعة السلفية للدعوة والقتال حلا آخر غير إخلاء سبيل الرهينة نظرا للتهديدات شديدة اللهجة للسكان باقتحام معاقلهم مساء اليوم كآخر آجال للمهلة التي قدموها لهم·ئ وحسب مصادر مؤكدة، فإن الجماعة السلفية للدعوة والقتال أفرجت، في حدود الساعة الثانية من ليلة أول أمس، عن المقاول المختطف سليمانة عمر الذي اختطف يوم 14 نوفمبر المنصرم بالمكان المسمى ''بوهلالو'' على الطريق الرابط بين أغريب واعزازفة، وأخلي سبيله بالمكان المسمى ''أزلال'' ببلدية سوامع التابعة لدائرة مقلع الواقعة على بعد 24 كلم شرق مدينة تيزي وزو، وهذا دون دفع عائلته للفدية· وأكد أحد أعضاء خلية الأزمة في اتصال هاتفي مع ''الجزائر نيوز''، أن الجماعة الخاطفة اتصلت هاتفيا، ليلة أول أمس، بعائلة الرهينة وأخبرتها بأنها مستعدة لإخلاء سبيل ابنها، واقترحوا عليها توقيف الهبة الشعبية وعدم اقتحام السكان لغابات المنطقة وإلغاء المسيرة الشعبية والإضراب المبرمج لليوم، مقابل إطلاق سراح ابنها· ويبدو أن الجماعة الإرهابية الخاطفة تأكدت من استعداد سكان عرش آث جناد لمواجهتهم بالأسلحة، لاسيما بعد وفاة ابن بلدتهم المقاول المصاب ''سليمانة حيدوش''· وأضاف مصدر مقرب من عائلة الرهينة أن ''سليمانة عمر'' موجود -حاليا- مع عائلته سالما وفي صحة جيدة ولم يتعرض لأي مكروه· وبحسب مصادر محلية، فإن بعض السكان أقدموا، ليلة أول أمس، على إطلاق النار في السماء على الحدود الغابية الواقعة بمنطقة أغريب، كإنذار مباشر موجه للجماعة الخاطفة، على أنهم على أتم الاستعداد للدخول في حرب مباشرة بالأسلحة· وتعتبر هذه المبادرة الشجاعة والبطولية التي صنعها عرش آث جناد الثانية من نوعها بعد تمكنهم في شهر جويلية المنصرم من تحرير المقاول المختطف المدعو ''إبارار الوناس'' الذي ينحدر من قرية أزرو بفريحة دون دفع فدية، وهي صفعة أخرى تتلقاها الجماعة السلفية للدعوة والقتال من طرف سكان منطقة القبائل، تضاف إلى الصفعات التي تلقتها يوم 2 نوفمبر المنصرم بإفليسن بتيفزيرت وصفعة سكان بوغني الذين حرروا الرهينة المدعو حساني علي، 83 سنة، دون دفع مقابل بعدما اقتحموا غابات آث كوفي وثنزا وخربوا ثلاث كازمات وحرروا الرهينة من قبضة الإرهابيين·