شيّعت، ظهر أمس، بمقبرة قرية إمخلاف جنازة المقاول حند سليمانة المعروف ب ''حيدوش'' الذي توفي صبيحة أول أمس بالعيادة الخاصة بمدينة تيزي وزو بعد خمسة أيام من الصراع بين الحياة والموت، بعدما أصيب بجروح بليغة إثر تعرّضه لطلقات رصاص من مجموعة إرهابية في حاجز مزيف بالمكان المسمى ''بوهلالو'' على مستوى الطريق الوطني رقم 71 الرابط بين اعزازفة وأغريب· وميّز مراسيم الجنازة توعد السكان بالانتقام من الإرهابيين من هذه الجريمة، وقد حضر الجنازة المئات من المواطنين من مختلف جهات تيزي وزو أبوا إلا أن يتضامنوا مع عائلة الفقيد، إضافة إلى حضور عدة شخصيات سياسية ومسؤولين ومنتخبين محليين، بما فيهم العديد من رجال الأعمال· بالمقابل، ومباشرة بعد الانتهاء من مراسيم تشييع جنازة الراحل الذي اغتالته أيادي الغدر، توعد سكان عرش آث جناد من الانتقام من الجماعة السلفية للدعوة والقتال على هذه الجريمة التي راح ضحيتها ابن بلدتهم الذي ساهم -إلى حد كبير- في التقليل من البطالة في منطقة القبائل بتوفيره لمناصب شغل· ومباشرة بعد الانتهاء من مراسيم تشييع الجنازة عقدت خلية الأزمة التي نصبت خصيصا لمتابعة قضية المختطف المدعو ''سليمانة عمر''، 35 سنة، وهو ابن عم الفقيد، اجتماعا طارئا في قرية إمخلاف حضره ممثلو أكثر من 50 قرية تضمها بلديات أغريب وفريحة وثيميزار· وأكد أحد أعضاء خلية الأزمة في اتصال هاتفي مع ''الجزائر نيوز'' أن الاجتماع تمخض عنه قرار خروج عرش آث جناد بمساندة سكان ولاية تيزي وزو، يوم غدا الإثنين، في مسيرة شعبية ببلدية فريحة متبوعة بإضراب عام عن العمل لمدة ساعتين سيشل كامل الخدمات كغلق المرافق والهيئات العمومية وشل كلي للحركة التجارية والخدماتية على مستوى بلدية أغريب وثيميزار وفريحة، وذلك تنديدا بالإرهاب وعمليات الاختطاف التي تستهدف سكان منطقة القبائل، وكذا للمطالبة بإطلاق سراح الشاب المختطف ''سليمانة عمر'' دون دفع فدية ودون أي شرط· في الإطار نفسه، أكد عضو آخر من خلية الأزمة أن العديد من مناطق وعروش ولاية تيزي وزو أعلنت، أمس، على هامش مراسيم تشييع جنازة ''سليمانة حيدوش'' تضامنها ومساندة الكلية لسكان أغريب، وأبدوا استعدادهم للوقوف في وجه الجماعة السلفية للدعوة والقتال بكل الوسائل اللازمة التي تتطلب لتوقيف كل أنواع العمليات الإرهابية وعمليات الاختطاف التي تستهدف المدنيين بمنطقة القبائل، وباستخدام السلاح إذا اقتضى الأمر· في هذا السياق، ذكر محدثنا أن كل من عرش آث غبري، أزفون، اعزازفة، إيعكوران، أقروا، وافنون، آيث شافع··· وغيرها أبدوا استعدادهم لدحر الإرهابيين وتحرير الرهينة دون أي شرط، مهما كان الثمن· وأكد المصدر ذاته أن عرش آث جناد يتواجد -حاليا- في أوضاع سادها التذمر والاستياء، حيث ملوا من مثل هذه التجاوزات الإرهابية· كما لم يستبعد مصدرنا لجوء السكان إلى رفع السلاح في مختلف قرى عرش آث جناد· وفي هذا الصدد، أكد أن خلية الأزمة تلقت أمس عدة مراسلات واقتراحات من العديد من قرى عرش آث جناد تطالبهم بضرورة التحوّل إلى المواجهة المباشرة مع الإرهابيين وإعلان حرب مباشرة ضدهم، لكنه أكد أن خلية الأزمة رفضت مثل هذه المبادرات في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنها فضّلت التريث لمدة قصيرة لأجل تحرير الرهينة بطريقة سلمية، وكشف أنها قدمت مهلة للجماعة المختطفة قصد إخلال سبيل الرهينة التي ستنهي مدتها مساء منتصف ليلة غد الإثنين، وفي حالة تعنت الإرهابيين الاستجابة لهذا المطلب في وقته المحدد، أشار إلى أن خلية الأزمة ستتخذ مبادرة صارمة في هذا الشأن·