قرر عرش آث جناد تنظيم مسيرة شعبية حاشدة بمدينة تيزي وزو يوم التاسع من شهر ديسمبر المقبل للتنديد بالإرهاب وبعمليات الاختطاف التي تنفذها الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وتستهدف أبناء منطقة القبائل من مستثمرين وأغنياء ورجال أعمال أو أفراد عائلاتهم ومطالبتهم بالفدية، وكذا للتنديد بتزايد نشاط عصابات ''المافيا'' في منطقة القبائل، وتطالب بضرورة توفير الأمن، قصد إخراج هذه المنطقة من شبح الجرائم المنظمة المرتكبة في حق السكان· قالت مصادر محلية إن المبادرة جاءت بعد الاجتماع العام الذي عقدته خلية الأزمة التي نصبت لمتابعة قضية المختطف الذي أطلق سراحه المدعو ''سليمانة عمر''، مساء يوم تنظيم المسيرة الأخيرة لعرش آث جناد بمدينة فريحة المنددة بالإرهاب، حيث اتفقوا بالإجماع على ضرورة تنظيم مسيرة شعبية بمدينة تيزي وزو لتحسيس سكان منطقة القبائل بالوضعية ''الخطيرة والمقلقة''، بعد ارتفاع عدد حالات الاختطاف بتيزي وزو، التي بلغت -حسب مصادر أمنية- 64 حالة، وكذا تنديدا بتزايد نشاط عصابات ''المافيا'' التي تزرع الرعب والذعر في نفوس السكان في كامل تراب تيزي وزو· وأضافت مصادرنا أنه تم تنصيب لجنة محلية تتكفل بالتنظيم لهذه المسيرة تضم فاعلين في المجتمع المدني وممثلي لجان القرى والأحياء ورؤساء بعض الجمعيات الناشطة بكل من بلدية أغريب وفريحة وثيميزار· وكشفت مصادرنا، أنه سيشرع المنظمون هذا الأسبوع في الاتصال بمختلف الجمعيات التي تنشط بولاية تيزي وزو باختلاف طابعها، كجمعيات ذات طابع اجتماعي، رياضي، ثقافي، ديني، بيئي، اقتصادي، خيري··· وكذا الاتصال بلجان القرى والأحياء، لدعوتها للمشاركة في المسيرة· وفي هذا السياق، أكدت مصادرنا أن العديد من الجمعيات ولجان قرى ولاية تيزي وزو التي شاركت في المسيرة الأخيرة لعرش آث جناد بفريحة أبدت موافقتها الوقوف في وجه الجماعة السلفية للدعوة والقتال ورفع التحدي أمامها، وقررت الخروج مع عرش آث جناد في المسيرة· وسيتم كذلك دعوة السكان إلى تفجير هبات شعبية في كل مرة يتم اختطاف مواطن· هذا، وأشارت مصادرنا إلى أنه سيتم، خلال المسيرة، المطالبة بالتعجيل في إعادة فتح كل وحدات الدرك الوطني التي تم غلقها سنة 2001 بعد اندلاع أحداث الربيع الأسود، وفتح مراكز الأمن في البلديات التي لا تتوفر عليها، وكذا التكثيف من الدوريات الأمنية، والرفع من نسبة التواجد الأمني على مستوى الطرق الولائية والوطنية، وكذا إعادة الاعتبار للطرق البلدية التي تفتقر لنقاط المراقبة الأمنية· وفي سياق متصل، كشفت مصادر متطابقة، أن أحد الأحزاب يريد استغلال هذه المبادرة، ويسعى إلى تنظيم هذه المسيرة وتأطيرها، لكن أصحاب المبادرة رفضوا أن يكون هناك أي حزب وراء هذه المبادرة، وقرروا أن ينظمها عرش آث جناد والفاعلين في المجتمع المدني· وحسبهم، فإن هذه مسيرة تنديدية بغياب الأمن بمنطقة القبائل وتكرار تجاوزات الجماعات السلفية للدعوة والقتال وانتشار عصابات ''المافيا'' وارتفاع نسبة الجريمة المنظمة، ونفوا أن تكون لها أية خلفيات سياسية·