خرج مئات المواطنين من سكان عرش آث جناد بمساندة سكان مختلف مناطق وعروش ولاية تيزي وزو، صبيحة أمس، في مسيرة سلمية غاضبة وحاشدة بمدينة فريحة، تنديدا باغتيال المقاول المدعو ''حند سليمانة'' المعروف ب ''حيدوش'' الذي ينحدر من قرية إمخلاف بأغريب، وكذا تنديدا بعمليات الاختطاف التي تستهدف سكان منطقة القبائل· كما تبع المسيرة إضراب عام لمدة ساعتين بكل من بلدية أغريب وفريحة وثيميزار، شل كل المصالح الإدارية والخدماتية والنشاط التجاري· تمسك سكان عرش آث جناد بقرار تنظيم مسيرة بمدينة فريحة متبوعة بإضراب عام مسّ ثلاث بلديات، بالرغم من رضوخ الجماعة السلفية للدعوة والقتال لمطالبهم وأطلقوا سراح المقاول المختطف ''سليمانة عمر'' البالغ من العمر 35 سنة، حيث شهدت صبيحة أمس مدينة فريحة مسيرة احتجاجية حاشدة انطلقت من الملعب البلدي مرورا بوسط المدينة، وصولا إلى مقر البلدية، لمدة قاربت ثلاث ساعات من الزمن، ولم تمنع الأمطار الغزيرة التي تساقطت بالمنطقة مشاركة العديد من المتظاهرين الذين قدموا من 52 قرية يتضمنها عرش آث جناد وكذا من مختلف مناطق وعروش ولاية تيزي وزو· وردد المتظاهرون عدة شعارات كلها منددة بالأعمال الإرهابية، وخصوصا عمليات الاختطاف، ورفعوا عدة لافتات مناهضة للأعمال الإرهابية· في السياق ذاته، لقي الإضراب الذي تزامن مع المسيرة، استجابة كلية من السكان على مستوى البلديات الثلاثة أغريب وفريحة وثيميزار، حيث شلت كل المصالح الإدارية والخدماتية، وأغلقت كل مقرات البلديات المذكورة، وكل المرافق العمومية والهيئات الرسمية، على غرار البنوك ومراكز البريد ومصالح الحالة المدنية وكل الفروع الإدارية على غرار مؤسسة سونلغاز والجزائرية للمياه، فضلا عن شل كلي للحركة التجارية في كل المناطق الحضرية والريفية· واعتبرت خلية الأزمة هذه المسيرة تضامنا مع عائلة الفقيد وسكان قرية إمخلاف، وكذا تأكيدا للجماعات الإرهابية أن سكان منطقة القبائل وعرش آث جناد لم ولن يركعوا للإرهابيين ولن يخافوا من تهديداتهم· هذا، وقد ميز هذا اليوم الاحتجاجي غضب شديد انتاب كل المتظاهرين وخيم عليه هدوء حذر بين المواطنين الذين يرفعون التحدي أمام الجماعة السلفية بكل شجاعة وشهامة· وحسب ما أكده أحد أعضاء خلية الأزمة، فإن قرار التمسك بهذه المسيرة والإضراب رغم رضوخ الجماعة المختطفة لمطالبهم وإخلاء سبيل المقاول المختطف دون دفع فدية جاء بعد اجتماع خلية الأزمة التي خرجت بقرار اتفق عليه بالإجماع الكلي من طرف ممثلي ال 52 قرية يتضمنها عرش آث جناد وأعضاء خلية الأزمة التي يترأسها رئيس بلدية أغريب يرمش رابح· وقد هدد سكان عرش آث جناد الجماعة السفلية للدعوة والقتال بالجحيم في حالة تكرار تنفيذ عمليات الاختطاف أو عمليات إرهابية تستهدف أبناء منطقتهم· كما اتفقوا من الآن على مطاردة الإرهابيين بالسلاح واقتحام معاقلهم في حالة تسجيل عملية اختطاف مماثلة بمنطقتهم· هذا، وقرر عرش آث جناد تنظيم مسيرة أخرى بمدينة تيزي وزو قريبا للتنديد بالإرهاب·