صرح الكاتب والشاعر التشادي نمرود، الذي كان الضيف الأول في الدورة الأدبية 2011-2010التي تنظمها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بقاعة فرانس فانون، بأن كاتب ياسين ومحمد ديب وغيره من الأدباء الجزائريين تمكنوا من تحقيق ''المعجزة الأدبية'' التي أخرجت نصوصا من محليتها إلى العالمية، وأبدى إعجابه بتنوع وثراء الأدب الجزائري المكتوب باللغة العربية والفرنسية والأمازيغية، وكشف عن تحضيره للأنثولوجيا حول الأدب الجزائري. أكد نمرود، أول أمس، خلال الندوة الصحفية التي نشطها بقاعة فرانس فانون، بأن كاتب ياسين ومحمد ديب وغيره من الأدباء الجزائريين تمكنوا من كسر الحدود الجغرافية والسياسية في كتاباتهم مع الحفاظ الدائم على ارتباطهم ببلدهم الأم، كما أبدى إعجابه بالأدب الجزائري الذي يتنوع بين أدب مكتوب باللغة الفرنسية والعربية وحتى الأمازيغية، واعتبر أن مثل هذه الكتابات التي يتميز بها هذان الكاتبان هي ما يوصل بالحكاية البسيطة المحلية إلى حكاية عالمية ذات صدى كبير في المعمورة. وكشف المتحدث بأنه بصدد تحضير ''أنثولوجيا'' حول الأدب الجزائري في انتظار أن يرى هذا العمل النور، كما تحدث عن استحسانه وإعجابه بالشعراء الذين يكتبون باللغة الأمازيغية ويتطرقون في قصائدهم إلى كل ما يتعلق بالطبيعة وجمالها، واعتبر أن الجزائر تمثل قارة في الخريطة الأدبية بفضل ثرائها اللغوي والجمالي والتقليدي الذي يميز معظم الأعمال الأدبية الجزائرية لأصحابها الموهوبين والمتميزين في هذا المجال ممن حققوا ما سماه ب ''المعجزة الأدبية''. وأضاف الشاعر التشادي بأن مشكل إفريقيا ليس في الإمكانيات المادية، فهي تمتلك من الثروات ما يجعلها الأغنى في العالم، لكن مشكل الأفارقة في قوتهم وتنظيم أنفسهم، واستدل في السياق ذاته بواقع أن الغرب يكرّس كل الإمكانيات المادية والمعنوية من أجل تقوية الخيال، الذي يساهم في تطوير مختلف المجالات، مشيرا إلى أن الأفارقة لا يقلون خيالا عنهم، لكنهم لا يجدون الدعم اللازم لتطوير مواهبهم وقدراتهم الذهنية. واعتبر ''نمرود'' بأن الكتابة عبارة عن توافق موسيقي بين اللغة واللحن والرموز، مشيرا إلى وجود نوعين من الأدباء، فمنهم من يكتب بطريقة كلاسيكية في كتابتهم الأدبية وهناك من يكتبها بطريقة شعرية يستغرق فيها الوقت الطويل من أجل كتابة بضعة أسطر، لكن هذه الطريقة، التي ينتهجها هو شخصيا -حسب حديثه- هي ما تؤدي إلى بروز أعمال محدودة في بضعة أسطر، ولكنها ذات أهمية كبيرة وتناسق فني متميز، وأضاف بأنه استغرق 20 سنة من أجل كتابة خمس روايات اعتبر كل واحدة منها أسوأ من الأخرى. واعتبر في السياق ذاته أن أحسن شاعر عرفه هو ''بودلير'' الذي اتخذ منه أستاذا روحيا مكنه من تطوير نفسه وشعره من خلال أعماله الخالدة التي قفز بها قرنا كاملا عن عصره من خلال مزجه بين الكلاسيكية والعصرنة، وأشار نمرود إلى ضرورة أن يبدأ الشاعر موهبته في الشعر في الرابعة من عمرهن كي يمكنه ذلك من أن يكون شاعرا مميزا في سن الأربعين. كما أكد ضيف الجزائر الأول ضمن الدورة الأدبية 2010-2011 بأنه، وبالرغم من كونه دكتورا في الفلسفة، إلا أنه لم يكتب يوما كتابا خاصا بالفلسفة، واعتبر أن دخول الفلسفة من بابها الواسع يكون من خلال الكتابة الأدبية التي اختارها شخصيا. وإلى جانب ذلك، تحدث نمرود عن إصداره الجديد الذي يحمل عنوان ''ذهب الأنهار'' الذي اعتبره عودة إلى الأصل وبلده الأم التشاد واستعادة لذكرى أحسن اللحظات التي عاشها في هذه الأرض الإفريقية، واعتبر أن هذه الالتفاتة ضرورية لكل كاتب وشاعر. وعاد المتحدث في هذا اللقاء الصحفي إلى الحديث عن حقيقة تسميته في المجال الأدبي بنمرود، الذي قال عنه بأن اسمه الحقيقي الذي حمله خلال سنوات من المعاناة لما يحمله هذا الاسم من دلالة دينية في الإنجيل، مضيفا بأنه كان يكره اسمه ووالده الذي حمله هذا الاسم وجعله محل سخرية أمام زملائه في المدرسة، لكنه عاد فيما بعد ليختاره اسما أدبيا خاصا به لا يحمله غيره، بعدما أدرك بأن هذا الاسم جعله مميزا في محيطه.