نظّم معهد العالم العربي بباريس يوم الأربعاء المنصرم سهرة قراءة لنصوص الشاعر والكاتب المسرحي «كاتب ياسين» تكريما له بمناسبة الذكرى ال20 لوفاته، وبهذه المناسبة اختار الجامعي «بن اعمر مدين»، وهو مؤلف السيرة الذاتية "كاتب ياسين القلب بين الأسنان" التي صدرت سنة 2006 نصوصا لإبراز نظرة شخصية حول مؤلف كتاب "نجمة". وتم العرض أمام جمهور غفير، أُعجب كثيرا بقوة النصوص وباختيار متميّز للممثلين: «ماريان إيبين»، «فطومة أوصليحة» و«محمد فلاق» وكذا «سيد أحمد أقومي»، ولم يكن اختيار هؤلاء الفنانين صدفة كما أوضحه «بن اعمر مدين» قبل انطلاق العرض، فقد كانت «ماريان ايبين» التي لعبت دور زوجة «فلاق» في عرضه "كل الجزائريين ميكانيكيون" تلميذة «أنتوان فيتيز» بمعهد الفن الدرامي، واستهل «فيتيز» مشواره كممثل كوميدي في مسرحية «كاتب ياسين» "الجثة المطوّقة" التي أشرف على تركيبها «سيرو» سنة 1956، وتحصّلت هذه الممثلة المسرحية على جائزة «جيرار فليب» الذي كان من بين أبرز الممثلين الذين دعّموا مشروع «سيرو كاتب» بالرغم من مع صدور هذا العمل، كما أن «سيد أحمد أقومي» شخصية معروفة في ضفتي المتوسط ورجل مسرح بارز، وهو شخصية في مؤلف ل«كاتب ياسين»، وصرّح «محمد فلاق» بأنه التقى بفضل رحلاته وأولى خطواته في مجال التمثيل بمؤلف "نجمة" وقدّر كثيرا هذا الرجل الحسّاس المتميّز بالذكاء وحسّ النكتة الذي شجّعه على اتباع هذا النهج الفني، ودعى الجمهور إلى متابعة مقتطفات فيديو، كان يتحدث فيها «كاتب ياسين» عن والدته التي فقدت عقلها بعد مجازر 8 ماي 1945 وعن حبّه الأول الذي كان يكنّه لقريبته «زليخة» وعمره لم يتعد 16 سنة، كما تم عرض مقاطع من جنازة «كاتب ياسين» بمقبرة «العالية» وكذا حديث لم يسبق نشره، خاص بأحد أعمدة الأدب الجزائري «محمد ديب» الذي تطرّق إلى أول لقاء جمعه بمؤلف "نجمة" بمكتب تحرير جريدة "ألجي-ريبوبليكان"، وكانت قراءة وإخراج لقطات النصوص جدّ مؤثرة، كالحوار الذي جرى بين «ماريان ايبين» و«محمد فلاق» على غرار الأداء المتميز ل«سيد أحمد أقومي» الذي أعطى للنصوص التي أُديت على الخشبة كل البُعد والقوة التي تستحقّها، ومن جهتها أثبتت «فطومة أوصليحة»، وهي أرملة المخرج السنيمائي الراحل «محمد بوعماري» بأنها ليست ممثلة موهوبة "للفحام" أو "الخطوة الأولى" فحسب وإنما مغنية متميزة، يبدو أن صوتها وصرخة غضبها ينبعان من أعماق وطن وأرض الأجداد المحبوبين، وأوضح «بن اعمر مدين» للحضور بأنه راو النصوص التي عرضت على الخشبة، مصرحا "لقد روى لي كاتب ياسين حياته ولقّنني مبادئ العمل في بحر الكلمات".